responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آداب النفوس المؤلف : الحارث المحاسبي    الجزء : 1  صفحة : 48
وَذَلِكَ أَنَّهَا سقته من مُوَافقَة هَواهَا كأسا سما صرفا فاستمالته فَمَال بِعِلْمِهِ وعقله وفهمه ونفاذ حكمته وبصره فاجراه مجْرى هوى نَفسه فعجلت لَهُ الفضيحة فِي عَاجل الدُّنْيَا عِنْد حكمائها وعقلائها وأسقطته من عين الله واعين عباده أَمن أهل البصائر وأخرت لَهُ آجل الندامة الطَّوِيلَة عِنْد مُفَارقَة الدُّنْيَا وَفِي عرصات الْقِيَامَة
قهر النَّفس على طلب الْآخِرَة

فَإِذا قطع عَلَيْهَا العَبْد الطمع من أَسبَاب الدُّنْيَا وَغلب بعقله هَواهَا رجعت بطمعها إِلَى أَسبَاب الْآخِرَة لَا محَالة لِأَنَّهَا بنيت على الطمع
فَإِذا تجردت من أَسبَاب الدُّنْيَا وأقلبت على نَفسهَا بالإياس من المخلوقين رجعت برغبتها وطمعها الى اسباب الْآخِرَة فجدت فِي طلبَهَا وَاجْتَهَدت وعزفت عَن الدُّنْيَا وباينت الْهوى وخالفت الْعَدو وتبعت الْعلم وَكَانَت مَطِيَّة لِلْعَقْلِ صابرة على مر مَا يدل عَلَيْهِ الْحق فنجت وأنجت

اسم الکتاب : آداب النفوس المؤلف : الحارث المحاسبي    الجزء : 1  صفحة : 48
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست