اسم الکتاب : آداب النفوس المؤلف : الحارث المحاسبي الجزء : 1 صفحة : 162
معرفَة الله
فَأول مَا اراد الله تَعَالَى من الْعباد ان يعرفوه عَن الْوُجُوه الَّتِي تعرف اليهم مِنْهَا فَإِنَّهُ قد تعرف اليهم من خلقه لِلْخلقِ وتدبيره فِي الْخلق وَمن قدرته على الْخلق وتكفله بأرزاق الْخلق واماتته الْخلق واحيائه الْخلق أَلا لَهُ الْخلق والامر تبَارك الله احسن الْخَالِقِينَ
ارادة الله بِالْعَمَلِ
واراد مِنْهُم بعد الْمعرفَة ان يريدوه بِكُل مَا عمِلُوا من اعمال الْبر وَلَا يرَوا غَيره وَلَا يطْلبُونَ الثَّوَاب الا مِنْهُ فَلَو كَانَ يُمكن ان يكون قبل الْمعرفَة شَيْء لكَانَتْ الارادة قبل الْمعرفَة وَلَو اسْتغنى عَن الْمعرفَة بِشَيْء لاستغنت الارادة عَن الْمعرفَة
فالمعرفة قبل كل شَيْء وَاصل كل شَيْء ثمَّ الارادة وَهِي مِنْهَا وَهِي تَحْقِيق التّرْك وَتَحْقِيق الْعَمَل والاخذ والاعطاء وَالْحب والكره فِي الاعمال كلهَا
وَهِي ولية عقد مَنَافِع اهل الاعمال فِي اعمالهم شكر النعم
وَالشُّكْر على قدر الْمعرفَة فمفتاح النعم وأفضلها كلهَا وأولها هِيَ
اسم الکتاب : آداب النفوس المؤلف : الحارث المحاسبي الجزء : 1 صفحة : 162