اسم الکتاب : إحياء علوم الدين المؤلف : الغزالي، أبو حامد الجزء : 1 صفحة : 353
صلاة الأوابين [1] وقال الأسود ما أتيت ابن مسعود رضي الله عنه في هذا الوقت إلا ورأيته يصلي فسألته فقال نعم هي ساعة الغفلة وكان أنس رضي الله عنه يواظب عليها ويقول هي ناشئة الليل ويقول فيها نزل قوله تعالى {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} وقال أحمد بن أبي الحواري قلت لأبي سليمان الداراني أصوم النهار وأتعشى بين المغرب والعشاء أحب إليك أو أفطر بالنهار وأحيي ما بينهما فقال اجمع بينهما فقلت إن لم يتيسر قال أفطر وصل ما بينهما فضيلة قيام الليل
أما من الآيات فقوله تعالى {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثلثي الليل} الآية وقوله تعالى {إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأقوم قيلاً} وقوله سبحانه وتعالى {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} وقوله تعالى أمن هو قانت آناء الليل الآية وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وقياماً} وقوله تعالى {واستعينوا بالصبر والصلاة} قيل هي قيام الليل يستعان بالصبر عليه على مجاهدة النفس وَمِنَ الْأَخْبَارِ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب مكان كل عقدة عليك ليل طويل فارقد فإن استيقظ وذكر الله تعالى انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقدة فأصبح نشيطاً طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان [2] وفي الخبر أنه ذكر عنده رجل ينام كل الليل حتى يصبح فقال ذاك رجل بال الشيطان في ادنه [3] وفي الخبر إن للشيطان سعوطاً ولعوقاً وذروراً فإذا أسعط العبد ساء خلقه وإذا ألعقه ذرب لسانه بالشر وإذا ذره نام الليل حتى يصبح [4] وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا الْعَبْدُ في جوف الليل خير له من الدنيا وما فيها ولولا أن أشق على أمتي لفرضتهما عليهم [5] وفي الصحيح عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إِنَّ مِنَ اللَّيْلِ سَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى خَيْرًا إِلَّا أَعْطَاهُ إياه وفي رواية يسأل الله تعالى خيراً من الدنيا والآخرة وذلك في كل ليلة وقال المغيرة بن شعبة قام رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى تفطرت قدماه فقيل له أما قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال أفلا أكون عبداً شكوراً [6] ويظهر من معناه أن ذلك كناية عن زيادة الرتبة فإن الشكر سبب المزيد قال تعالى {لئن شكرتم لأزيدنكم} وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَبَا هريرة أتريد أن تكون رحمة الله عليك حياً وميتاً ومقبوراً ومبعوثا قم من الليل فصل وأنت تريد رضا ربك يا أبا هريرة صل في زوايا بيتك يكن نور بيتك في السماء كنور الكواكب والنجم عند أهل الدنيا [7] وقال صلى الله عليه وسلم عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ فَإِنَّهُ دَأْبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ فإن قيام الليل قربة إلى الله عز وجل وتكفير للذنوب [1] حديث من صلى ما بين المغرب والعشاء فذلك صلاة الأوابين تقدم في الصلاة [2] حديث يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد الحديث متفق عليه من حديث أبي هريرة [3] حديث ذكر عنده رجل نام حتى أصبح ذاك رجل بال الشيطان في أذنه متفق عليه من حديث ابن مسعود [4] حديث إن للشيطان سعوطاً ولعوقاً وذرورا الحديث أخرجه الطبراني من حديث أنس إن للشيطان لعوقا وكحلا فإذا لعق الإنسان من لعوقه ذرب لسانه بالشر وإذا كحله من كحله نامت عيناه عن الذكر ورواه البزار من حديث سمرة بن جندب وسندهما ضعيف [5] حديث رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا الْعَبْدُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ خَيْرٌ له من الدنيا وما فيها ولولا أن أشق على أمتي لفرضتهما عليهم أخرجه آدم بن أبي إياس في الثواب ومحمد بن نصر المروزي في كتاب قيام الليل من رواية حسان بن عطية مرسلا ووصله أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس من حديث ابن عمر ولا يصح [6] حديث المغيرة بن شعبة قام رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى تفطرت قدماه الحديث متفق عليه [7] حديث يا أبا هريرة أتريد أن تكون رحمة الله عليك حياً وميتاً ومقبوراً قم من الليل فصل وأنت تريد رضا ربك يا أبا هريرة صل في زوايا بيتك يكن نور بيتك في السماء كنور الكواكب والنجوم عند أهل الدنيا باطل لا أصل له
اسم الکتاب : إحياء علوم الدين المؤلف : الغزالي، أبو حامد الجزء : 1 صفحة : 353