اسم الکتاب : روضة المحبين ونزهة المشتاقين المؤلف : ابن القيم الجزء : 1 صفحة : 300
لطمها فدعا الرجل ليأخذ حقها فأنزل الله عز وجل {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أردنا أمرا وأراد الله أمرا" وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه شديد الغيرة وكانت امرأته تخرج فتشهد الصلاة فيكره ذلك فتقول إن نهيتني انتهيت فيسكت امتثالا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وهو الذي أشار على النبي صلى الله عليه وسلم أن يحجب نساءه وكان عادة العرب أن المرأة لا تحتجب لنزاهتهم ونزاهة نسائهم ثم قام الإسلام على ذلك فقال عمر يا رسول الله صلى الله عليه وسلم لو حجبت نساءك فإنه يدخل عليهن البر والفاجر فأنزل الله عز وجل آية الحجاب ورفع إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجل قد قتل امرأته ومعها رجل آخر فقال أولياء المرأة هذا قتل صاحبتنا وقال أولياء الرجل إنه قد قتل صاحبنا فقال عمر رضي الله عنه ما يقول هؤلاء قال ضرب الآخر فخذي امرأته بالسيف فإن كان بينهما أحد فقد قتلته فقال لهم عمر ما يقول فقالوا ضرب بسيفه فقطع فخذي المرأة فأصاب وسط الرجل فقطعه باثنتين فقال عمر رضي الله عنه إن عادوا فعد ذكره سعيد بن منصور في سننه وأخذ بهذا جماعة من الفقهاء منهم الإمام أحمد وأصحابه رحمهم الله تعالى قالوا لو وجد رجلا يزني بامرأته
اسم الکتاب : روضة المحبين ونزهة المشتاقين المؤلف : ابن القيم الجزء : 1 صفحة : 300