اسم الکتاب : روضة المحبين ونزهة المشتاقين المؤلف : ابن القيم الجزء : 1 صفحة : 141
يصيبنا ذلك فقال تلك محبة العقل وهذه محبة الروح قال
وما هو إلا أن يراها فجاءة ... فتصطك رجلاه ويسقط للجنب
وقال العشق ملك مسلط على قهر النفوس وأسر القلوب قال الشاعر
ملك القلوب فأصبحت في أسره ... وبودها أن لا يفك إسارها
وقال أعرابي في وصفه بالقلب وثبته وبالفؤاد وجبته وبالأحشاء ناره وسائر الأعضاء خدامه فالقلب من العاشق ذاهل والدمع منه هامل والجسم منه ناحل مرور الليالي تجدده وإساءة المحبوب لا تفسده وقيل ليس هو موقوفا على الحسن والجمال وإنما هو تشاكل النفوس وتمازجها في الطباع المخلوقة فيها كما قيل
وما الحب من حسن ولا من ملاحة ... ولكنه شيء به الروح تكلف
وقيل أول العشق عناء وأوسطه سقم وآخره قتل كما قال ابن الفارض رحمه الله
هو الحب فاسلم بالحشا ما الهوى سهل ... فما اختاره مضنى به وله عقل
وعش خاليا فالحب أوله عنى ... وأوسطه سقم وآخره قتل
اسم الکتاب : روضة المحبين ونزهة المشتاقين المؤلف : ابن القيم الجزء : 1 صفحة : 141