responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جلاء الأفهام المؤلف : ابن القيم    الجزء : 1  صفحة : 201
التسميتين محفوفة بهما وَقد تقدم أَن هذَيْن الاسمين صفتان فِي الْحَقِيقَة والوصفية فيهمَا لَا تنَافِي العلمية وَأَن مَعْنَاهُمَا مَقْصُود فَعرف عِنْد كل أمة بأعرف الوصفين عِنْدهَا فمحمد مفعل من الْحَمد وَهُوَ الْكثير الْخِصَال الَّتِي يحمد عَلَيْهَا حمداً متكرراً حمداً بعد حمد وَهَذَا إِنَّمَا يعرف بعد الْعلم بخصال الْخَيْر وأنواع الْعُلُوم والمعارف والأخلاق والأوصاف وَالْأَفْعَال الَّتِي يسْتَحق تكْرَار الْحَمد عَلَيْهَا وَلَا ريب أَن بني إِسْرَائِيل هم أولو الْعلم الأول وَالْكتاب الَّذِي قَالَ الله تَعَالَى فِيهِ {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ} الْأَعْرَاف 45
وَلِهَذَا كَانَت أمة مُوسَى أوسع علوماً وَمَعْرِفَة من أمة الْمَسِيح وَلِهَذَا لَا تتمّ شَرِيعَة الْمَسِيح إِلَّا بِالتَّوْرَاةِ وأحكامها فَإِن الْمَسِيح عَلَيْهِ السَّلَام وَأمته محالون فِي الْأَحْكَام عَلَيْهَا وَالْإِنْجِيل كَأَنَّهُ مكمل لَهَا متمم لمحاسنها وَالْقُرْآن جَامع لمحاسن الْكِتَابَيْنِ
فَعرف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عِنْد هَذِه الْأمة باسم مُحَمَّد الَّذِي قد جمع خِصَال الْخَيْر الَّتِي يسْتَحق أَن يحمد عَلَيْهَا حمداً بعد حمد وَعرف عِنْد أمة الْمَسِيح ب أَحْمد الَّذِي يسْتَحق أَن يحمد أفضل مِمَّا يحمد غَيره وحمده أفضل من حمد غَيره فَإِن أمة الْمَسِيح أمة لَهُم من الرياضات والأخلاق والعبادات مَا لَيْسَ لأمة مُوسَى وَلِهَذَا كَانَ غَالب كِتَابهمْ مواعظ وزهد وأخلاق وحض على الْإِحْسَان وَالِاحْتِمَال والصفح حَتَّى قيل إِن الشَّرَائِع ثَلَاثَة شَرِيعَة عدل وَهِي شَرِيعَة التَّوْرَاة فِيهَا الحكم وَالْقصاص وَشَرِيعَة فضل وَهِي شَرِيعَة الْإِنْجِيل مُشْتَمِلَة على الْعَفو وَمَكَارِم الْأَخْلَاق والصفح وَالْإِحْسَان كَقَوْلِه من أَخذ رداءك فأعطه ثَوْبك وَمن لطمك على

اسم الکتاب : جلاء الأفهام المؤلف : ابن القيم    الجزء : 1  صفحة : 201
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست