responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جلاء الأفهام المؤلف : ابن القيم    الجزء : 1  صفحة : 176
وَمن تدبر هَذَا الْمَعْنى فِي الْقُرْآن هَبَط بِهِ على رياض من الْعلم حماها الله عَن كل أفاك معرض عَن كتاب الله واقتباس الْهدى مِنْهُ وَلَو لم يكن فِي كتَابنَا هَذَا إِلَّا هَذَا الْفَصْل وَحده لكفى من لَهُ ذوق وَمَعْرِفَة وَالله الْمُوفق للصَّوَاب
وَأَيْضًا فَإِن الله تَعَالَى يعلق بأسمائه المعمولات من الظروف وَالْجَار وَالْمَجْرُور وَغَيرهمَا وَلَو كَانَت أعلاماً مَحْضَة لم يَصح فِيهَا ذَلِك كَقَوْلِه {وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} الحجرات 16 {وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} الْجُمُعَة 7 {فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ} آل عمرَان 63 و {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً} الْفرْقَان 43 {إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَحِيم} التَّوْبَة 117 {وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} آل عمرَان 189 {وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ} الْبَقَرَة 19 {وَكَانَ اللَّهُ بِهِمْ عليما} النِّسَاء 49 {وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً} الْكَهْف 45 (إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِير) هود 111 {وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} الحجرات 18 {إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِير} الشورى 27 ونظائره كَثِيرَة
وَأَيْضًا فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ يَجْعَل أسماءه دَلِيلا على مَا يُنكره الجاحدون من صِفَات كَمَاله كَقَوْلِه تَعَالَى {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} الْملك 14
وَقد اخْتلف النظار فِي هَذِه الْأَسْمَاء هَل هِيَ متباينة نظرا إِلَى تبَاين مَعَانِيهَا وَأَن كل اسْم يدل على غير مَا يدل عَلَيْهِ الآخر أم هِيَ مترادفة لِأَنَّهَا تدل على ذَات وَاحِدَة فمدلولها لَا تعدد فِيهِ وَهَذَا شَأْن المترادفات والنزاع لَفْظِي فِي ذَلِك

اسم الکتاب : جلاء الأفهام المؤلف : ابن القيم    الجزء : 1  صفحة : 176
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست