اسم الکتاب : الوابل الصيب من الكلم الطيب المؤلف : ابن القيم الجزء : 1 صفحة : 80
وإذا حجر من تلك الحجار أعرفه قد عظم فسد عني باباً من أبواب جهنم، حتى سدت عني بقية الأحجار أبواب جهنم.
(السادسة والستون)
إن الملائكة تستغفر للذاكر كما تستغفر للتائب، كما روى حسين المعلم عن عبد الله بن بريدة عن عامر الشعبي عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: أجد في كتاب الله المنزل أن العبد إذا قال: الحمد لله قالت الملائكة رب العالمين وإذا قال: الحمد لله رب العالمين قالت الملائكة: اللهم اغفر لعبدك، وإذا قال: سبحان الله قالت الملائكة: اللهم اغفر لعبدك، وإذا قال: لا إله إلا الله قالت الملائكة: اللهم اغفر لعبدك.
(السابعة والستون)
إن الجبال والقفار تتباهى وتستبشر بمن يذكر الله عز وجل عليها.
قال ابن مسعود: إن الجبل لينادي الجبل باسمه: أمر بك اليوم أحد يذكر الله عز وجل؟ فإذا قال: نعم، استبشر.
وقال عون بن عبد الله: إن البقاع لينادي بعضها بعضاً: يا جارتاه أمر بك اليوم أحد يذكر الله؟ فقائلة: نعم، وقائلة: لا، فقال الأعمش عن مجاهد: إن الجبل لينادي الجبل باسمه: يا فلان، هل مر بك اليوم ذاكر لله عز وجل؟ فمن قائل: لا، ومن قائل: نعم.
(الثامنة والستون)
إن كثرة ذكر الله عز وجل أمان من النفاق، فإن المنافقين قليلو الذكر لله عز وجل، قال الله عز وجل في المنافقين: {ولا يذكرون الله إلا قليلاً} وقال كعب: من أكثر ذكر الله عز وجل برئ من النفاق ولهذا - والله أعلم - ختم الله تعالى سورة المنافقين بقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون} .
فإن في ذلك تحذيراً من فتنة المنافقين الذين غفلوا عن ذكر الله عز وجل فوقعوا في النفاق.
وسئل بعض الصحابة رضي الله
اسم الکتاب : الوابل الصيب من الكلم الطيب المؤلف : ابن القيم الجزء : 1 صفحة : 80