اسم الکتاب : مسألة في الكنائس المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 128
استغناء المسلمين عن النصارى وأمثالهم:
وليس المسلمون محتاجين إليهم -ولله الحمد- فقد كتب خالد بن الوليد إلى عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- يقول له: إن بالشام كاتباً نصرانياً، لا يقوم خراجُ الشام إلا به. فكتب إليه: لا تستعمله!
فكتب: إنه لا غناءَ بنا عنه. فكتب إليه، لا تستعمله!
فكتب إليه: إذا لم نولِّه ضاع المالُ. فكتب إليه عمر رضي الله عنه: مات النصرانيُّ، والسلام [1] .
وثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن مشركاً لحقه ليقاتل معه، فقال له: "إني لا أستعين بمشرك" [2] .
وكما أن الجندَ المجاهدين إنما تصلح، إذا كانوا مسلمين مؤمنين، وفي المسلمين كفايةٌ، في جميع مصالحهم -ولله الحمد [3] .
ودخل أبو موسى الأشعري على عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- فعرض عليه حساب العراق, فأعجبه ذلك. وقال: ادْع كاتبك يقرأه عليَّ. فقال: إنه [1] ذكره ابن القيم في أحكام أهل الذمة 1/211 , عن معاوية بمثله مختصراً.
وذكر أن بعض عمال عمر كتب إليه يستشيره في استعمال الكفار فقال: إن المال قد كثر , وليس يحصيه إلا هم , ما كتب إلينا بما ترى , فكتب إليه: لا تدخلوهم في دينكم, ولا تسلموهم ما منعهم الله منه , ولا تأمنوهم على أموالكم , وتعلموا الكتابة , فإنما هي حيلة الرجال. [2] هو في صحيح مسلم من حديث عائشة - رضي الله عنها وعن أبيها - في كتاب الجهاد وباب كراهة الاستعانة في الغزو بكافر رقم 1817. [3] كما أن استخدام الجند المجاهدين إنما يصلح إذا كانوا مسلمين مؤمنين , فكذلك الذين يعاونون الجند في أموالهم وأعمالهم , إنما تصلح بهم أحوالهم إذا كانوا مسلمين مؤمنين , وفي المسلمين كفاية في جميع مصالحهم ولله الحمد.
اسم الکتاب : مسألة في الكنائس المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 128