responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مسألة في الكنائس المؤلف : ابن تيمية    الجزء : 1  صفحة : 121
وقال الله تعالى: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ} [سورة الحج - 41] .
فكان ولاة الأمور الذين يهدمون كنائسهم ويقيمون أمر الله فيهم كعمر بن عبد العزيز [1] وهارون الرشيد [2] ونحوهما مؤيدين منصورين, وكان الذين هم بخلاف ذلك مغلوبين مقهورين.
وإنما كثرت الفتن بين المسلمين, وتفرقوا على ملوكهم من حين دخل النصارى مع ولاة الأمر بالديار المصرية, في دولة المعز [3] , ووزارة الفائز, وتفرق البحرية, وغير ذلك. والله يقول في كتابه: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُم الْغَالِبُونَ} [الصافات

[1] ممن لا يعرف بهم لشهرتهم , لكنه عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي القرشي, اعتبر خامس الخلفاء الراشدين , ولد سنة 563 هـ وهو من أزهد الخلفاء وأدينهم في وقت ترف فيه الملوك , أخرج له الجماعة مات - رضي الله عنه - سنة 101 وعمره تسع وثلاثون سنة.
أكثر الناس من التأليف في فضله ومناقبه , ومن ذلك سيرة عبد الملك بن عمر وأبيه لابن رجب وسيرة عمر بن عبد العزيز لابن عبد الحكم (ت214) , وتهذيب الكمال ص 1017 , طبقات ابن سعد 5/330 وسيأتي بيان شيء من فعله - رضي الله عنه - بهدم كنائس النصارى.
[2] هو أبو جعفر هارون بن المهدي العباسي الهاشمي. ولد سنة 148 هـ ومات غازياً وعمره 45 سنة أثنى عليه الشيخ ابن تيمية في المنهاج 8/240 , وكذلك الرشيد كان فيه من تعظيم العلم والجهاد والدين ما كانت به دولته من خيار دول بني العباس , وكأنها كانت تمام سعادتهم , فلم ينتظم بعدها الأمر لهم.
وقال في موضع آخر في الفتاوى 4/20 مثل دولة المهدي والرشيد ونحوهما ممن كان يعظم الإسلام والإيمان , ويغزو أعداءه من الكفار والمنافقين , كان أهل السنة في تلك الأيام أقوى وأكثر , وأهل البدع أذل وأقل. رحمه الله ورفع درجته.
إذا علم هذا فلا يلتفت إلى ما أقذاه به بعضهم من أنه صاحب سكر ولهو. . .
انظر تاريخ بغداد 14/5 , النبلاء 9/286 , ومما ذكره عنه أنه يحج عام ويغزو عام , والمعارف لابن قتيبة 381 وما بعدها , تاريخ خليفة 447 وما بعدها, المعرفة والتاريخ 1/161.
[3] هو معد بن المنصور إسماعيل ويلقب بالمعز لدين الله منذ ولاة العبيدين وأئمتهم. ولد سنة 310 هـ وهلك سنة 365 هـ. وفي عهده توسعت الدولة وأخافوا الناس في شمال أفريقية , وأذلوهم , أذلهم الله , وكانت مدة ولايته ثلاث سنين.
اسم الکتاب : مسألة في الكنائس المؤلف : ابن تيمية    الجزء : 1  صفحة : 121
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست