اسم الکتاب : مختصر الفتاوى المصرية المؤلف : البعلي، بدر الدين الجزء : 1 صفحة : 561
رَضِي الله عَنْهُمَا أفضل مِنْهُ وَكَونه يعلم مسَائِل لَا يعلمهَا مُوسَى لَا يُوجب أَن يكون أفضل مِنْهُ مُطلقًا كَمَا أَن الهدهد قَالَ لِسُلَيْمَان {أحطت بِمَا لم تحط بِهِ} لم يكن أفضل من سُلَيْمَان وكما أَن الَّذين كَانُوا يُلَقِّحُونَ النّخل لما كَانُوا أعلم بتليقحه من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يجب من ذَلِك أَن يَكُونُوا أفضل مِنْهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد قَالَ لَهُم أَنْتُم أعلم بِأَمْر دنياكم أما مَا كَانَ من أَمر دينكُمْ فَإِلَيَّ وَأَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان وَعلي رَضِي الله عَنْهُم كَانُوا يتعلمون مِمَّن هم دونهم علم الدّين الَّذِي هُوَ عِنْدهم وَقد قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يبْق بعدِي من النُّبُوَّة إِلَّا الرُّؤْيَا الصَّالِحَة وَمَعْلُوم أَن ذُرِّيتهمْ فِي الْعلم أفضل مِمَّن حصلت لَهُ الرُّؤْيَا الصَّالِحَة وَغَايَة الْخضر أَن يكون عِنْده من الْكَشْف مَا هُوَ جُزْء من أَجزَاء النُّبُوَّة فَكيف يكون أفضل من نَبِي فَكيف بالرسول فَكيف بِأولى الْعَزْم
فصل
وَمن تعبد بِالصَّمْتِ أَو بِالْقيامِ بالشمس أَو بِالْجُلُوسِ أَو بالعرى وَنَحْو ذَلِك فَهُوَ ضال يجب أَن يُنكر عَلَيْهِ
وَأما السَّلَام على الشَّيْخ عقيب الْأَذَان أَو كسْوَة قَبره بالثياب فقد اتّفق الْأَئِمَّة على أَنه يُنكر إِذا فعل بقبور الْأَنْبِيَاء وَالصَّالِحِينَ ذَلِك فَكيف بِقَبْر مَجْنُون وضال من ضلال الصُّوفِيَّة
وَكَذَلِكَ من ترك أكل المخبز أَو شرب المَاء تزهدا فِي الدُّنْيَا وتقربا إِلَى الله فَهُوَ جَاهِل مُبْتَدع ضال عَاص لله وَلِرَسُولِهِ نَاقص الْعقل مصاب أَو مخادع وَالْغَالِب على من يفعل ذَلِك أَن يكون كذابا يتحق هُوَ وَمن يعظمه على ذَلِك الْعقُوبَة البليغة
وَقد اخْتلف الْفُقَهَاء فِي الصمت هَل هُوَ حرَام أَو مَكْرُوه وَالتَّحْقِيق أَنه إِذا طَال وتضمن ترك الْوَاجِب صَار حَرَامًا كَمَا قَالَ الصّديق رَضِي الله عَنهُ
اسم الکتاب : مختصر الفتاوى المصرية المؤلف : البعلي، بدر الدين الجزء : 1 صفحة : 561