responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قاعدة في الصبر المؤلف : ابن تيمية    الجزء : 1  صفحة : 99
الله لم تكن مضمونة، فإن الله - تعالى - اشترى منهم أنفسهم وأموالهم[1]، فالثمن على الله لا على الخلق، فمن طلب الثمن منهم لم يكن له على الله ثمن، فإنه من كان في الله تلفه كان على الله خلفه[2].
وإن كان قد أوذي على معصية[3]، فليرجع باللوم على نفسه، ويكون في لومه لها شغل عن لومه لمن آذاه.
وإن كان قد أوذي على حضٍ، فليوطن نفسه على الصبر، فإن نيل الحظوظ دونه أَمْرٌ أَمَرُّ من الصبر، فمن لم يصبر على حر الهواجر[4]، والأمطار، والثلوج، ومشقة الأسفار، ولصوص الطريق، وإلا فلا حاجة له في المتاجر، وهذا أمر معلوم عند الناس أن من صدق في [طلب] [5] شيء من الأشياء بذل من الصبر في تحصيله بقدر صدقه في طلبه.

[1] يريد المصنف قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ} الآية [111] من سورة التوبة.
[2] روى أبو يعلى في مسنده (4/36 ح 2040 تحقيق حسين سليم أسد) عن بشر بن الوليد الكندي عن المسور بن الصلت عن محمد بن المنكدر عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كل معروف صدقة، وما أنفق الرجل على أهله وماله كتب له صدقة، وما وقى به عرضه فهو صدقة. قال: وكل نفقة مؤمن في غير معصية فعلى الله خلفه ضامناً إلا نفقة في بنيان".
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/136) : "وفي إسناد أبي يعلى مسور بن الصلت وهو ضعيف".
ورواه أيضا ًالدارقطني في سننه (3/28 برقم 101) والحاكم في مستدركه (2/50) كلاهما من طريق عبد الحميد بن الحسن الهلالي عن محمد بن المنكدر بنحوه.
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح ولم يخرجاه، وشاهده ليس من شرط هذا الكتاب" وتعقبه الذهبي بقوله: "بل ضعفوه".
[3] في (ب) : (مصيبة) .
[4] جمع هاجرة: وهي نصف النهار عند زوال الشمس إلى العصر، أو نصف النهار عند اشتدادا الحر. انظر: لسان العرب مادة (هجر) (5/254) .
[5] ساقطة من (أ) .
اسم الکتاب : قاعدة في الصبر المؤلف : ابن تيمية    الجزء : 1  صفحة : 99
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست