اسم الکتاب : قاعدة في الصبر المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 91
صبرٍ ومصابرة ومجاهدة لعدوه الباطن والظاهر[1]، فبحسب هذا الصبر يكون أداؤه للمأمورات وفعله للمستحبات.
النوع الثاني: صبر عن المنهي عنه2 حتى لا يفعله، فإن النفس ودواعيها، وتزيين الشيطان، وقرناء السوء، تأمره بالمعصية وتجرئه عليها، فبحسب قوة صبره يكون تركه لها، قال بعض السلف: أعمال البر يفعلها البر والفاجر ولا يقدر على ترك المعاصي إلا صديق[3].
النوع الثالث: الصبر على ما يصيبه بغير اختياره من المصائب وهي نوعان:
نوع لا اختيار للخلق فيه، كالأمراض وغيرها من المصائب السماوية، فهذه يسهل الصبر فيها، لأن العبد يشهد فيها قضاء الله وقدره، وإنه لا مدخل للناس فيها، فيصبر إما اضطرارا، وإما اختيارا، فإن فتح الله على قلبه باب الفكرة في فوائدها وما في حشوها[4] من النعم والألطاف[5] انتقل من الصبر عليها إلى الشكر [1] في (ب) : "الظاهر والباطن ... ".
(عنه) ساقطة من (ب) . [3] أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (10 /197) بإسناده عن سهل بن عبد الله التستري ضمن كلام له طويل بلفظ "ليس من عمل بطاعة الله صار حبيب الله، ولكن من اجتنب ما نهى الله عنه صار حبيب الله، ولا يجتنب الآثام إلا صديق مقرب، وأما أعمال البر يعملها البر والفاجر". [4] معنى الحشى: الناحية، والمقصود نواحيها أو داخلها. انظر: لسان العرب مادة (حشا) (14/180-181) . [5] اللطيف من الكلام: ما غمض معناه وخفي، واللطف في العمل: الرفق فيه. انظر: لسان العرب مادة (لطف) (9/316) .
اسم الکتاب : قاعدة في الصبر المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 91