اسم الکتاب : شرح العقيدة الأصفهانية المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 79
حتى ينفجر الفجر، وقد علمتم إن شاء الله أن هذا التأويل أبطل باطل ولا يقبله إلا كل جاهل.
وأما دعواك أن تفسير القيوم: الذي لا يزول عن مكانه ولا يتحرك فلا يقبل منك هذا التفسير إلا بأثر صحيح مأثور عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أو عن بعض أصحابه أو التابعين، لأن الحي القيوم يفعل ما يشاء ويتحرك إذا شاء، ويهبط ويرتفع إذا شاء، ويقبض ويبسط ويقوم ويجلس إذا شاء لأن ذلك أمارة ما بين الحي والميت، لأن كل متحرك لا محالة حي، وكل ميت غير متحرك لا محالة.
ومن يلتفت إلى تفسيرك وتفسير صاحبك مع تفسير نبي الرحمة ورسول رب العزة؟ إذ فسر نزوله مشروطا منصوصا ووقت له وقتا موضوحا لم يدع لك ولا لأصحابك فيه لبسا ولا عويصا.
قال: ثم أجمل المعارض جميع ما أنكره الجهمية من صفات الله تعالى وذواته المسماة في كتابه وآثار رسوله صلى الله عليه وسلم فعد منها بضعا وعشرين صفة نقشا، وأخذ يتكلم عليها ويفسرها بما حكى المريسي وفسرها وتأولها حرفا حرفا خلاف ما عنى الله ورسوله، وخلاف ما تأولها الفقهاء والصالحون لا يعتمد في أكثرها إلا على المريسي فبدأ منها بالوجه ثم بالسمع والبصر والغضب والرضا والحب والبغض والفرح والكره والضحك والعجب والسخط والإرادة والمشيئة والأصابع والكف والقدمين وقوله تعالى: كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ [1] وقوله تعالى: فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ [2] وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [3] لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَ [4] وَقالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ [5] يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ [6] وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ [7] وقوله: فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا [8] وهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ [9] وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22) [10] الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ [11] وقوله: وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ [12] وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ [13] وكَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ [1] سورة القصص، الآية: 88. [2] سورة البقرة، الآية: 115. [3] سورة الشورى، الآية: 11. [4] سورة ص، الآية: 75. [5] سورة المائدة، الآية: 64. [6] سورة الفتح، الآية: 10. [7] سورة الزمر، الآية: 67. [8] سورة الطور، الآية: 48. [9] سورة البقرة، الآية: 210. [10] سورة الفجر، الآية: 22. [11] سورة غافر، الآية: 7. [12] سورة آل عمران، الآية: 28. [13] سورة آل عمران، الآية: 77.
اسم الکتاب : شرح العقيدة الأصفهانية المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 79