responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح العقيدة الأصفهانية المؤلف : ابن تيمية    الجزء : 1  صفحة : 71
رواه في صحيحه عن عكرمة قال: سمعت أبا هريرة يقول: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال:
«إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان» [1] حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قالُوا ماذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ [2].
وذكر البخاري حديث ابن عباس المعروف من حديث الزهري عن علي بن الحسين عن ابن عباس عن نفر من الأنصار وقد رواه أحمد ومسلم في صحيحه وساقه البخاري من طريق ابن إسحاق عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم:
«ما تقولون في هذه النجوم التي يرمى بها»؟ قالوا: كنا نقول حين رأيناها يرمى بها: مات ملك، ولد مولود، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس ذلك كذلك ولكن إذا قضى الله في خلقه أمرا يسمعه حملة العرش فيسبحون، فيسبح من تحتهم بتسبيحهم، فيسبح من تحت ذلك، فلم يزل التسبيح يهبط حتى ينتهي إلى السماء الدنيا، حتى يقول بعضهم لبعض: لم سبحتم؟ فيقولون: سبح من فوقنا فسبحنا بتسبيحهم، فيقولون ألا تسألون من فوقكم لم سبحتم؟ فيسألونهم فيقولون:
قضى الله في خلقه كذا وكذا الأمر الذي كان يهبط الخبر من سماء إلى سماء حتى ينتهي إلى السماء الدنيا، فيتحدثون به فتسترقه الشياطين بالسمع على توهم منهم واختلاف، ثم يأتون به الكهان من أهل الأرض فيحدثهم، فيخطئون ويصيبون، فيحدث به الكهان» [3].
قال البخاري: ولقد بيّن نعيم بن حماد [4] أن كلام الرب ليس يخلق، وأن العرب لا تعرف الحي من الميت إلا بالفعل فمن كان له فعل فهو حي ومن لم يكن

[1] تقدم تخريجه.
[2] سورة سبأ، الآية: 23.
[3] أخرجه مسلم في صحيحه برقم (2229) والبخاري من خلق أفعال العباد برقم (469) والنسائي في سننه الكبرى برقم (11272) والترمذي في سننه برقم (3224) وأحمد في المسند برقم (1882 و1883) وعبد بن حميد في مسنده برقم (683) والبيهقي في دلائل النبوة (2/ 238) والطحاوي في شرح مشكل الآثار (3/ 113) وأبو نعيم في الحلية (3/ 143) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
[4] هو الإمام العلامة الحافظ نعيم بن حماد بن معاوية بن الحارث بن همّام بن سلمة بن مالك، أبو عبد الله الخزاعي المروزي الفرضي صاحب التصانيف، كان شديد الرد على الجهمية وأهل الأهواء.
مات سنة تسع وعشرين ومائتين في محنة القول بخلق القرآن، رحمه الله تعالى.
انظر ترجمته في السير (10/ 595) والطبقات لابن سعد (7/ 519) وتذكرة الحفاظ (2/ 418) وشذرات الذهب (2/ 67).
اسم الکتاب : شرح العقيدة الأصفهانية المؤلف : ابن تيمية    الجزء : 1  صفحة : 71
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست