اسم الکتاب : رأس الحسين المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 190
رائحة طيبة ووجدوا عظاما كبيرة، فقالوا: هذه تدل على كبر خلق الجنة فقالوا - بطريق الظن - هذا قبر نوح، وكان بالبقعة موتى كثيرون من جنس ذلك الميت [1] .
* وكذلك هذا المشهد العسقلاني قد ذكر طائفة: أنه قبر بعض الحواريين أو غيرهم من أتباع عيسى بن مريم.
* وقد يوجد عند قبور الوثنيين أشياء من جنس ما يوجد عند قبور المؤمنين من أمتنا، بل يزعم الزاعم أنه قبر الحسين ظنا وتخرصا.
* وكان من الشيوخ المشهورين بالعلم والدين بالقاهرة من ذكرو عنه أنه
قال: هو قبر نصراني.
* وكذلك بدمشق بالجانب الشرقي مشهد يقال: إنه قبر أبي كعب.
وقد اتفق أهل العلم على أن أبيا لم يقدم دمشق، وإنما مات بالمدينة، فكان بعض الناس يقولون: إنه قبر نصراني، وهذا غير مستبعد.
فإن اليهود والنصارى هم ائمة في [2] تعظيم القبور والمشاهد، ولهذا قال النبي (ص) في الحديث المتفق عليه: (لعن الله اليهود والنصارى: اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، يحذر ما فعلوا) [3] . [1] ومنذ فترة يسيرة طالعتنا الصحف والمجلات بخبر عن اكتشاف علمي صارخ وهو العثور على مومياء يوسف الصديق عليه الصلاة والسلام وأخذت وسائل الاعلام تروج لهذه الأساطير التي تفتقد الدليل العلمي والديني القوي الذي يوثقها بل وتفتقر الى المنطق السوي المستقيم، قلت: لا حول ولا قوة إلا بالله، في القرآن العشرين ولا زلنا موضع سخرية من الواقع الأليم، خرافات وأساتير تفرخ وتطير في كل ناحية من غير دليل أو برهان أو سند من علم أو فقه أو كتاب أو سنة. [2] تأمل شيخ الاسلام ابن تيمية وهو يسخر منهم بقوله (هم الأئمة في تعظيم القبور والمشاهد) رحمه الله وجمعنا به في دار كرامته. [3] فقد روى عن عائشة وابن عباس رضي الله عنهما انه صلى الله عليه وسلم كشفها عن وجهه وهو يقول: - (لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، تقول عائشة: يحذر مثل الذي صنعوا) والحديث رواه البخاري (1 / 422) ، (6 / 386) و (8 / 116) ومسلم (2 / 67) والنسائي (1 / 115) والدارمى (1 / 326) وأحمد (1 / 218) و (6 / 34) .
(*)
اسم الکتاب : رأس الحسين المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 190