responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دقائق التفسير المؤلف : ابن تيمية    الجزء : 1  صفحة : 332
وَقد يُوجد نقل النَّاس لمقالاتهم مُخْتَلفا وَذَلِكَ بِحَسب قَول الطَّائِفَة الَّتِي ينْقل ذَلِك النَّاقِل قَوْلهَا وَالْقَوْل الَّذِي يحكيه كثير من نَظَائِر الْمُسلمين يُوجد كثير مِنْهُم على خِلَافه كَمَا نقلوا عَنْهُم مَا ذكره أَبُو الْمَعَالِي وَصَاحبه أَبُو الْقَاسِم الْأنْصَارِيّ وَغَيرهمَا أَن الْقَدِيم وَاحِد بالجوهر ثَلَاثَة بالأقنوم وَأَنَّهُمْ يعنون بالأقنوم الْوُجُود والحياة وَالْعلم
ونقلوا عَنْهُم أَن الْحَيَاة وَالْعلم ليسَا بوصفين زائدين على الذَّات موجودين بل هما صفتان نفسيتان للجوهر قَالُوا وَلَو مثل مَذْهَبهم بمثال لقيل إِن الأقانيم عِنْدهم تنزل منزلَة الْأَحْوَال وَالصِّفَات النفسية عِنْد مثبتيها من الْمُسلمين فَإِن سوادية اللَّوْن ولونيته صفتان نفسيتان للعرض قَالَ وَرُبمَا يعبرون عَن الأقانيم بِالْأَبِ وَالِابْن وروح الْقُدس فيعنون بِالْأَبِ الْوُجُود وبالابن الْمَسِيح والكلمة وَرُبمَا سموا الْعلم كلمة والكلمة علما ويعبرون عَن الْحَيَاة بِالروحِ قَالَ وَلَا يُرِيدُونَ بِالْكَلِمَةِ الْكَلَام فَإِن الْكَلَام عِنْدهم من صِفَات الْفِعْل وَلَا يسمون الْعلم قبل تدرعه بالمسيح واتحاده بِهِ ابْنا بل الْمَسِيح عِنْدهم مَعَ مَا تدرع بِهِ ابْن قَالُوا وَمن مَذْهَبهم أَن الْكَلِمَة اتّحدت بالمسيح وتدرعت بالناسوت ثمَّ اخْتلفُوا فِي معنى الِاتِّحَاد
فَمنهمْ من فسره بالاختلاط والامتزاج وَهَذَا مَذْهَب طوائف من اليعقوبية والنسطورية والملكانية قَالُوا إِن الْكَلِمَة خالطت جَسَد الْمَسِيح ومازجته كَمَا مازج الْخمر المَاء أَو اللَّبن قَالُوا وَهَذَا مَذْهَب الرّوم ومعظمهم الملكانية قَالُوا فمازجت الْكَلِمَة جَسَد الْمَسِيح فَصَارَت شَيْئا وَاحِدًا وَصَارَت الْكَثْرَة قلَّة
وَذَهَبت طَائِفَة من اليعاقبة إِلَى أَن الْكَلِمَة انقلبت لَحْمًا ودما قَالُوا وَصَارَت شرذمة من كل صنف إِلَى أَن المُرَاد بالاتحاد ظُهُور اللاهوت على الناسوت كظهور الصُّورَة فِي الْمرْآة والنقش فِي الْخَاتم
وَمِنْهُم من قَالَ ظُهُور اللاهوت على الناسوت كاستواء الْإِلَه على الْعَرْش عِنْد الْمُسلمين وَذهب كثير من هَذِه الطوائف الى أَن المُرَاد بالاتحاد الْحُلُول
فصل
وَأما قَوْله تَعَالَى {وَمن يبتغ غير الْإِسْلَام دينا فَلَنْ يقبل مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَة من الخاسرين} يُرِيد بِحَسب مُقْتَضى الْعدْل قومه الَّذين آتَاهُم بلغتهم لَا غير مِمَّن لم يَأْتهمْ بِمَا جَاءَ بِهِ
فَيُقَال لَهُم من فسر مُرَاد مُتَكَلم أَي مُتَكَلم كَانَ بِمَا يعلم النَّاس أَنه خلاف مُرَاده فَهُوَ

اسم الکتاب : دقائق التفسير المؤلف : ابن تيمية    الجزء : 1  صفحة : 332
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست