اسم الکتاب : حقوق آل البيت المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 30
صفات أهل الفيء:
وعلى الآخذين من الفيء من ذوي القربى وغيرهم أن يتصفوا بما وصف الله به أهل الفيء في كتابه حيث قال: {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ} 2 الآيات.
فجعل أهل الفيء ثلاثة أصناف: المهاجرين, والأنصار, والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم.
وذلك أن الفيء إنما حصل بجهاد المهاجرين والأنصار وإيمانهم وهجرتهم ونصرتهم, فالمتأخرون إنما يتناولنه مخلفا عن أولئك, مشبها بتناول الوارث ميراث أبيه, فإن لم يكن مواليا له لم يستحق الميراث " فلا يرث المسلم
2-سورة الحشر, آية:7.
بقوم فهو منهم" 1.
ولهذا ينبغي أن يكون اهتمامهم بكفاية أهل البيت الذين حرمت عليهم الصدقة أكثر من اهتمامهم بكفاية الآخرين من الصدقة, لا سيما إذا تعذر أخذهم من الخمس والفيء, إما لقلة ذلك, وإما لظلم من يستولي على حقوقهم, فيمنعهم إياها من ولاة الظلم, فيعطون من الصدقة المفروضة ما يكفيهم إذ لم تحصل كفايتهم من الخمس والفيء.
1-الحديث أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده 2/50-92 والبخاري في صحيحه في كتاب الجهاد باب 88 تعليقا. وأورده السيوطي في الجامع الصغير حديث رقم 3152 وغزاه إلى الإمام أحمد والطبراني وعبد الرزاق عن ابن عمر رضي الله عنه. وعزاه المناوي في شرح الجامع الصغير إلى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والبيهقي في شعب الإيمان. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد.
اسم الکتاب : حقوق آل البيت المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 30