اسم الکتاب : بغية المرتاد في الرد على المتفلسفة والقرامطة والباطنية المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 526
لعدم الإحاطة بما في العالم من صور فقد عرفه مجملا لا على التفصيل كما عرف نفسه مجملا لا على التفصيل وكذلك ربط النبي صلى الله عليه وسلم معرفة الحق بمعرفة النفس فقال: "من عرف نفسه فقد عرف ربه " وقال تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ} وهو ما خرج عنك وفي أنفسهم وهو عينك {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ} أي للناظر أنه الحق من حيث أنك صورته وهو روحك فأنت له كالصورة الجسمية لك وهو لك كالروح المدبر لصورة جسدك والحد يشمل الظاهر والباطن منك فإن الصورة الباقية إذا زال عنها الروح المدبر لها لم تبق إنسانا ولكن يقال فيها أنها صورة تشبه صورة الإنسان فلا فرق بينها وبين صورة من خشب أو حجارة ولا ينطلق عليها إسم إنسان إلا بالمجاز لا بالحقيقة وصورة العالم لا يمكن زوال الحق عنها أصلا فحد الألوهية له بالحقيقة لا بالمجاز كما هو حد الإنسان إذا كان حيا وكما أن ظاهر صورة الإنسان تثنى بلسانها على روحها ونفسها والمدبر لها كذلك جعل الله صورة العالم تسبح بحمده ولكن لا نفقه تسبيحهم لأنا لا نحيط بما في العالم من الصورة فالكل ألسنة للحق
اسم الکتاب : بغية المرتاد في الرد على المتفلسفة والقرامطة والباطنية المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 526