اسم الکتاب : النبوات المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 602
لكن كون غير الرسول ممنوعاً منه: إن اعتبروا [أنه] [1] ممنوع مطلقا؛ فهذا لا يعلم. وإن اعتبروا أنه ممنوع من المرسل اليهم؛ فهذا لا يكفي، بل يمكن كلّ ساحر، وكاهن أن يدّعي النبوّة، ويقول إنني كذا.
قالوا[2]: لو فعل هذا، لكان الله يمنعه فِعْلَ ذلك، أو يقيّض له من يعارضه.
قلنا: من أين لكم ذلك؟ ومن أين يعلم الناس ذلك؟ ويعلمون أن كل كاذب فلا بُدّ أن يُمنع من فعل الأمر الذي اعتاده هو وغيره قبل ذلك؟ أو أن يعارض؟
والواقع خلاف ذلك؛ فما أكثر من ادّعى النبوّة، أو الاستغناء عن الأنبياء، وأنّ طريقه فوق طريق الأنبياء، وأنّ الربّ يُخاطبه بلا رسالة، وأتى بخوارق من جنس ما تأتي السحرة، والكهّان، ولم يكن في من دعاه من يعارضه[3].
وأما الرابع: وهو أن يكون عند تحدي الرسول فيه، يحترزون عن الكرامات[4]. وهو شرطٌ باطلٌ. [1] في ((خ)) : لأنّه. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) . [2] انظر: البيان للباقلاني ص 94، 95، 100. [3] كمسيلمة الكذّاب، والأسود العنسيّ، والحارث الكذّاب، والحلاّج، وغيرهم. لم يكن عندهم مَنْ يُعارضهم.
وسيتناول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله هذا الموضوع بشيءٍ من الإيضاح والشرح.
انظر: ص 950-954 من هذا الكتاب. وانظر: الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ص 168-169، 321-332. والجواب الصحيح 6500. [4] وانظر الفرق بين المعجزات والكرامات عند الأشاعرة، في: البيان للباقلاني ص48. والإرشاد للجويني ص317، 319-320، 322-323. وأصول الدين للبغدادي ص 174.
اسم الکتاب : النبوات المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 602