اسم الکتاب : النبوات المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 555
[تعود] [1] إلى الخبر؛ فلزم أن يكون من لوازم الإنسان إخباره، [وظهور] [2] إخباره، وكثرته، وأنّ هذا لا بُدّ من وجوده حيث كان. وحينئذ: فإذا كان كذّاباً عَرَفَ النّاس كذبه؛ لكثرة ما يظهر منه من [الخبر] [3] عن الشيء بخلاف ما هو عليه، من أحوال نفسه وغيره، وممّا رآه، وسمعه، وقيل له في الشهادة والغيب. ولهذا كلّ من كان كاذباً ظهر عليه كذبه بعد مدة؛ سواء كان مدّعياً للنبوّة، أو كان كاذباً في العلم ونقله، أو في الشهادة، أو في غير ذلك[4]. وإن [كان] [5] مطاعاً، كان ظهور كذبه أكثر لما فيه من الفساد. [1] في ((م)) ، و ((ط)) : يعود. [2] في ((ط)) : وظهوراً. [3] ما بين المعقوفتين ملحق في ((خ)) بين السطرين. [4] قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وهو يشرح حديث أبي سفيان مع هرقل: "فسألهم عن زيادة أتباعه ودوامهم على اتّباعه، فأخبروه أنهم يزيدون، ويدومون. وهذا من علامات الصدق والحق؛ فإنّ الكذب والباطل لا بُدّ أن ينكشف في آخر الأمر، فيرجع عنه أصحابه، ويمتنع عنه من لم يدخل فيه. ولهذا أخبرت الأنبياء المتقدمون أنّ المتنبئ الكذاب لا يدوم إلا مدة يسيرة. وهذه من بعض حجج ملوك النصارى الذين يُقال إنهم من ولد قيصر هذا، أو غيرهم حيث رأى رجلاً يسبّ النبيّ صلى الله عليه وسلم من رؤوس النصارى، ويرميه بالكذب. فجمع علماء النصارى، وسألهم عن المتنبئ الكاذب، كم تبقى نبوته؟ فأخبروه بما عندهم من النقل عن الأنبياء؛ أنّ الكذّاب المفتري لا يبقى إلا كذا وكذا سنة؛ مدة قريبة؛ إما ثلاثين سنة، أو نحوها. فقال لهم: هذا دين محمد له أكثر من خمسمائة سنة أو ستمائة سنة وهو ظاهر مقبول متبوع. فكيف يكون هذا كذاباً. ثمّ ضرب عنق ذلك الرجل". شرح الأصفهانية تحقيق السعوي 2 485. [5] ما بين المعقوفتين ملحق في ((خ)) بين السطرين.
اسم الکتاب : النبوات المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 555