responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبوات المؤلف : ابن تيمية    الجزء : 1  صفحة : 550
وأيضاً: فالاستدلال بالإجماع إنّما يكون [بعد] [1] ثبوت النبوة، فلا يحتجّ على مقدّمات دليل النبوة بمجرد الإجماع.
سبب عدم ظهور المعجزات على يد الكاذب عند الأشاعرة
وهؤلاء إنما أوقعهم في هذه المناقضات أنّ القدرية[2] يجعلون لربّهم شريعة بالقياس على خلقه، ويقولون: لا يجوز أن يفعل كذا، ولا أن يفعل كذا؛ كقولهم: لا يجوز أن يضلّ هذا، فإنّا لو جوّزنا عليه الإضلال لجاز أن يظهر المعجزات على أيدي الكذابين؛ فإنّ غاية ذلك أنّه إضلال. وإذا جاز ذلك لم يبق دليلٌ على صدق الأنبياء، ولم يفرّق بين الصادق والكاذب. فعارضهم هؤلاء[3] بأن قالوا: يجوز أن يفعل كلّ ممكن مقدور، ليس يجب أن ينزّه عن فعلٍ من الأفعال، وليس في الممكنات ما هو قبيح، أو ظلم، أو سيئ، بل كلّ ذلك حسنٌ وعدل، فله أن يفعله. فقيل لهم: فجوّزوا إظهار المعجزات على [أيدي] [4] الكذابين. ففتقوا لهم فتقا، فقالوا[5]: هذا يلزم

[1] ما بين المعقوفتين ملحق في ((خ)) بين السطرين.
[2] المقصود بهم المعتزلة.
وانظر: شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار ص 133، 564. والمختصر في أصول الدين له ص 237 ـ ضمن رسائل العدل والتوحيد.
[3] أي الأشاعرة. انظر: البيان للباقلاني ص 40-41. والتمهيد له ص 382-386. والإرشاد للجويني ص 258 وما بعدها. والمواقف للإيجي ص 328. وشرح الجوهرة للبيجوري ص 108.
[4] في ((خ)) : يدي. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
[5] أي الأشاعرة.
انظر من كتب أئمتهم: البيان للباقلاني ص 45-48. والإرشاد للجويني ص 327- 328. وأصول الدين للبغدادي ص 170، 173. والمواقف للإيجي ص 342.
اسم الکتاب : النبوات المؤلف : ابن تيمية    الجزء : 1  صفحة : 550
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست