اسم الکتاب : النبوات المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 470
عنده، لا لمانع عقليّ؛ كالقاضي أبي بكر[1]، ونحوه[2]. وليس عندهم من أفعال الله ما يُنزّهونه عنه، أو ما [تقتضي] [3] الحكمة وجوده، بل يجوز عندهم أن يفعل كلّ ممكن، ويجوز أن لا يفعل شيئاً من الخير[4].
لكن إذا أخبر أنّه يفعل شيئاً، أو أنّه لا يفعله، علم أنّه واقعٌ، أو غير واقعٍ بالخبر. ويجوز عندهم أن يُعذّب من لا ذنب له، ومن هو أبرّ الناس وأعدلهم وأفضلهم عذاباً مؤبّداً لا يُعذّبه أحداً من العالمين. ويجوز أن يُنعّم شرّ الخلق من شياطين الإنس والجنّ نعيماً في أعلى درجات الجنّة، لا يُنعّم مثله [لمخلوق] [5]، لكن لمّا أخبر بأنّ المؤمنين يدخلون الجنّة، والكفّار يدخلون النّار، علم ما يقع[6]، مع أنّه لو وقع ضدّه لم يكن بينهما فرقٌ عندهم، ثمّ مع مجيء [الخبر] [7] فكثيرٌ منهم وافقه. أمّا في جنس الفسّاق مطلقاً، [فيُجوّزون] [8] أن يدخل جميعهم الجنّة، ويُجوّزون أن يدخل جميعهم النّار، ويُجوّزون أن يدخل بعضهم؛ كما يقوله من يقوله [من واقفة] [9] الشيعة، والأشعريّة؛ [1] الباقلاني.
يقول الباقلاني: "فإن قال قائل: فهل يصحّ على قولكم هذا أن يؤلم الله سبحانه سائر النبيّين، ويُنعّم سائر الكفرة والعاصين من جهة العقل قبل ورود السمع؟ قيل له: أجل، له ذلك. ولو فعله لكان جائزاً منه غير مستنكر من فعله". التمهيد ص 385. [2] كالجويني. انظر الإرشاد ص 273. [3] في ((خ)) : يقتضي. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) . [4] انظر: التمهيد للباقلاني ص 382-386. والإرشاد للجويني ص 273. [5] في ((ط)) : المخلوق. [6] انظر: التمهيد للباقلاني ص 382-383. [7] في ((خ)) : الخير. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) . [8] في ((خ)) : يجوزون، وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) . [9] في ((م)) ، و ((ط)) : ممن وافق.
اسم الکتاب : النبوات المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 470