اسم الکتاب : النبوات المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 31
وقال - رحمه الله - في موضع آخر: "الله يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس، والله أعلم حيث يجعل رسالته، فالنبيّ يختص بصفات ميّزه الله بها على غيره، وفي عقله ودينه، واستعدّ بها لأنيخصه الله بفضله ورحمته،
كما قال تعالى: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ} [الزخرف، 31] "[1].
ثانياً: النبوة عند الجهمية والأشاعرة:
جوّز الجهمية والأشاعرة بعثة كلّ مكلّف، بناءً على أصلهم: إنّ الله يجوز أن يفعل كلّ ممكن. ولكنّهم قيّدوا إطلاقهم هذا بقولهم: إنّ النبيّ لا يكون فاجراً. وهذا - أي: كون النبيّ غير فاجر - عندهم لم يُعلم بالعقل - على حدّ زعمهم -بل عُلم بالسمع[2].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله: "فهؤلاء يُجوّزون بعثة كلّ مكلّف، والنبوّة عندهم مجرّد إعلامه بما أوحاه إليه.
والرسالة مجرّد أمره بتبليغ ما أوحاه إليه.
وليست النبوة عندهم صفة ثبوتية، ولا مستلزمة لصفة يختصّ بها، بل هي من الصفات الإضافية، كما يقولون مثل ذلك في الأحكام الشرعية"[3].
قال الشهرستاني - وهو من كبار علماء الأشاعرة: "النبوة ليست صفة راجعة إلى نفس النبيّ، ولا درجة يبلغ إليها أحدٌ بعلمه ... "[4]. [1] منهاج السنة النبوية 2/416. [2] انظر: منهاج السنة النبوية 2/419. [3] منهاج السنة النبوية 2/414. [4] نهاية الإقدام في علم الكلام للشهرستاني ص 462. وانظر: قانون التأويل لابن العربي - قسم الدراسة -: ص 348.
اسم الکتاب : النبوات المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 31