اسم الکتاب : النبوات المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 210
وقد يتوب منهم[1] من يتوب بعد ذلك؛ كما تاب من قريش من تاب.
وأما حال إبراهيم[2]: فكانت إلى الرحمة أميل، فلم يَسْعَ في هلاك قومه، لا بالدعاء، ولا بالمقام، ودوام إقامة الحجة عليهم.
وقد قال تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ في مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ} [3].
وكان كل قوم يطلبون هلاك نبيهم [فعوقبوا] [4].
وقوم إبراهيم أوصلوه إلى العذاب، لكن جعله الله [تعالى] [5] عليه برداً وسلاماً، ولم يفعلوا بعد ذلك ما يستحقون به العذاب؛ إذ الدنيا ليست دار الجزاء التام، وإنّما فيها من الجزاء ما [تحصل] [6] به الحكمة والمصلحة؛ كما في العقوبات الشرعية.
فمن أراد أعداؤه من أتباع الأنبياء أن يهلكوه فعصمه الله[7]، وجعل صورة الهلاك نعمة في حقه، ولم يهلك أعداءه، بل أخزاهم، ونصره؛ فهو أشبه بإبراهيم[8]. [1] من أقوام الأنبياء عليهم السلام. [2] في ((ط)) فقط: عليه السلام. [3] سورة إبراهيم، الآيتان 13-14. [4] في ((م)) ، و ((ط)) : إلا عوقبوا. [5] ما بين المعقوفتين ليس في ((م)) ، و ((ط)) . [6] في ((خ)) : يحصل. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) . [7] العبارة فيها لبس، ومعناها: أنّ من أتباع الأنبياء من يُريد أعداؤه أن يُهلكوه، ويعصمه الله منهم. [8] جملة: (فهو أشبه إبراهيم) : جواب الشرط. ومعناه: من أراد أعداؤه إهلاكه، وعصمه الله، وجعل صورة الهلاك نعمة في حقه، وأخزى أعداءه، فهو أشبه بإبراهيم عليه السلام.
اسم الکتاب : النبوات المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 210