اسم الکتاب : الزهد والورع والعبادة المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 60
يعود على من فَإِن الضَّمِير على هَذَا يعود على الله وَلَيْسَ هُوَ من وَضمير الْمَفْعُول يعود على النَّفس الْمُتَقَدّمَة فَلَا يعود على من لَا ضمير الْفَاعِل وَلَا الْمَفْعُول فتخلو الصِّلَة من عَائِد وَهَذَا لَا يجوز نعم لَو قيل قد أَفْلح من زكى الله نَفسه أَو من زكاها الله لَهُ وَنَحْو ذَلِك صَحَّ الْكَلَام وخفاء هَذَا على من قَالَ بِهِ من النُّحَاة عجب وَهُوَ لم يقل قد أفلحت نفس زكاها فَإِنَّهُ هُنَا كَانَت تكون زكاها صفة لنَفس لَا صلَة بل قَالَ قد أَفْلح من زكاها فالجملة صلَة لمن لَا صفة لَهَا وَلَا قَالَ أَيْضا قد أفلحت النَّفس الَّتِي زكاها فَإِنَّهُ لَو قيل ذَلِك وَجل فِي زكاها ضمير يعود على اسْم الله صَحَّ فَإِذا تكلفوا وَقَالُوا التَّقْدِير قد أَفْلح من زكاها هِيَ النَّفس الَّتِي زكاها وَقَالُوا فِي زكى ضمير الْمَفْعُول يعود على من وَهِي تصلح للمذكر والمؤنث وَالْوَاحد وَالْعدَد فَالضَّمِير عَائِد على مَعْنَاهَا الْمُؤَنَّث وتأنيثها غير حَقِيقِيّ وَلِهَذَا قيل قد أَفْلح وَلم يقل قد أفلحت قيل لَهُم هَذَا مَعَ أَنه خُرُوج من اللُّغَة الفصيحة فَإِنَّمَا يَصح اذا دلّ الْكَلَام على ذَلِك فِي مثل وَمن على أَن المُرَاد لنا وَكَذَا قَوْله وَمِنْهُم من يَسْتَمِعُون اليك وَنَحْو ذَلِك وَأما هُنَا فلس فِي لفظ من وَمَا بعْدهَا مَا يدل على أَن المُرَاد بِهِ النَّفس المؤنثه فَلَا يجوز أَن يُرَاد بالْكلَام مَا لَيْسَ فِيهِ دَلِيل على ارادته فَإِن مثل هَذَا مِمَّا يصان كَلَام الله عز وَجل عَنهُ فَلَو قدر احْتِمَال عود ضمير زكاها الى نفس والى من مَعَ أَن لفظ من لَا دَلِيل يُوجب عوده عَلَيْهِ لَكَانَ الى الْمُؤَنَّث أولى من اعادته الى مَا يحْتَمل التَّذْكِير والتأنيث
اسم الکتاب : الزهد والورع والعبادة المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 60