responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرد على الشاذلي في حزبيه وما صنفه في آداب الطريق المؤلف : ابن تيمية    الجزء : 1  صفحة : 97
إزاري والكِبْرِياءُ رِدَائي فمنْ نازعني واحدةً مِنْها عَذَّبْتُه.
وصفات الله نوعان نوعٌ يختص به كالإلهية فليس لأحدٍ أن يتصف بذلك فإنه لا إله إلا الله ونوعٌ يتصف عباده منه بما وهبه لهم كالعلم والرحمة والحكمة فهذا وإن اتصف به العبد فالله تعالى لا كفوًا له سبحانه فهو منزَّهٌ عن النقائص مطلقًا ومنزَّه عن أن يكون له مِثْلٌ في شيء من صفات كماله بل هو موصوف بصفات الكمال على وجه التفصيل وهو منزَّه فيها عن التمثيل.
وأما صفات النقص فهي منتفية عنه مطلقًا وهو موصوف بالكمال الذي لا غايةَ فوقَه منزَّه فيه عن التمثيل إثباتٌ بلا تمثيل وتنزيهٌ بلا تعطيل نُثبت له الأسماءَ الحسنى والصفات العُلى وننفي عنه مماثلة المخلوقات في شيء منها.
وأما الصفات والأفعال التي تختصُّ العبدَ كالذل والخوف والرجاء والتضرع والافتقار والسؤال ونحو ذلك فهذه وإن أمر الله بها العبدَ فهو سبحانه منزَّه عنها لا تُطلب منه وإذا كان ما أمر فإنه قد يَحْسُن منه وقد لا يحسن لم يجُز أن يقال أنت قد أمرتنا بذلك فأنت أحقُّ به منا هذا إذا كان المطلوب مما يسوغ طلبه منه كالإحسان والعفو والمغفرة.
فأما إذا كان مُنزَّهًا عنه كالإحسان إلى من أساء إليه فهذا خطأ لوجهين لأنه لا يقال إنَّ العبد يُحسن إلى الله ويسيء إليه ولأنه لا يُقال أفعل كذا لأنك أمرتنا به وأنت أحق أن تفعل ما أمرتنا بفعله بل هذا يقوله الأكْفاءُ بعضُهم مع بعض كالإنسان الذي يأمر الناس بطاعة

اسم الکتاب : الرد على الشاذلي في حزبيه وما صنفه في آداب الطريق المؤلف : ابن تيمية    الجزء : 1  صفحة : 97
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست