responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرد على الشاذلي في حزبيه وما صنفه في آداب الطريق المؤلف : ابن تيمية    الجزء : 1  صفحة : 76
أمَّا مَنْ كان مِنْ أهل السعادة فسَيُيَسَّرُ لعمل أهْل السَّعادة وأمَّا من كان من أَهْلِ الشَّقاء فسَيُيَسَّرُ لعمل أهل الشقاء.
فلمَّا استأذنوه أن يتَّكِلوا على السابقة نهاهم وأخبرهم أن السابقة سبقت بالسعادة بعملها والشقاوة بعملها لم يَسْبِق بسعادةٍ مجرَّدَةٍ وشقاوةٍ مجرَّدَةٍ فمن ييسره الله لعمل أهل السعادة حتى يموت على ذلك كان هو الذي سبقت له السعادة وبالعكس.
وأما قول القائل كرمك مبذولٌ بالسبق لمن شئت من خلقك وإن عصاك وأعرض عنك.
إن أراد به ما يبذله للكفار والفجار من نعيم الدنيا فهذا صحيح لكنَّ المؤمن لا يطلب مجرد ذلك فإنَّ نعيم الدنيا مع عذاب الآخرة لا يطلبه مسلم ولهذا تنازع أهل السنة المثبتون للقدر في الكافر هل عليه نعمة دنيوية على قولين معروفين لهم قيل النعيم الذي يعقبه عذاب ليس بنعمة وقيل بل هو نعمة.
وفصل الخطاب أنه نعمة مقيدة وليس نعمةً مطلقةً تامةً ولهذا لم يدخل في قوله اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ [الفاتحة 6-7] .
وإن أراد أنك تبذل في الدنيا والآخرة لمن عصاك ما تبذله لأهل الطاعة وأنك تسوِّي بين هؤلاء وهؤلاء فهذا مما أنكره الله على من ظنَّه كما قال تعالى أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) [القلم 35] والآيات

اسم الکتاب : الرد على الشاذلي في حزبيه وما صنفه في آداب الطريق المؤلف : ابن تيمية    الجزء : 1  صفحة : 76
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست