اسم الکتاب : الرد على الشاذلي في حزبيه وما صنفه في آداب الطريق المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 66
قيل هذا خطأ من وجهين:
أحدهما أن يقال فهذا طالبٌ لأن يجعله ذاكرًا مطيعًا لا أن يكون مذكورًا مرحومًا في حال الغفلة والمعصية أعظم مما يكون حال الذِّكر والطاعة.
والثاني أنه لا يسوغ أن يدعوه بأن ينقله من حال الغفلة والمعصية إلى حالٍ أفضل مما ينقله في حال الذكر والطاعة بل إذا كان يريد الانتقال إلى حالٍ أفضل من حاله فهو إذا كان ذاكرًا مطيعًا يطلب الانتقال إلى ذكرٍ هو طاعة أفضل من ذلك الذكر والطاعة فهو إن طلب أن يكون لأهل الغفلة والمعصية من الكرامة أعظم مما لأهل الذكر والطاعة مع مُقامِهم على ذلك فهذا ممتنع وهو مُراغمة لدين الله.
وعلى كلِّ تقدير لا نجعل الغافل والعاصي أفضل من الذاكر المطيع لا في الحال ولا في الابتداء اللهم إلا إذا مُكِرَ بالذاكر المطيع فانتقل غافلاً عاصيًا وانتقل الآخر ذاكرًا مطيعًا فهذا ممكن لكن لا يجوز لأحدٍ أن يدعو الله بأن ينقله من حال الذكر والطاعة إلى حال الغفلة والمعصية.
ومن هذا الجنس قوله واجعل سيئاتنا سيئات من أحببت ولا تجعل حسناتنا حسنات من أبغضت فالإحسان لا ينفع مع البغض منك والإساءة لا تضرُّ مع الحبِّ منك.
فإن القادح يقول إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195) [البقرة 195] فهو لا
اسم الکتاب : الرد على الشاذلي في حزبيه وما صنفه في آداب الطريق المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 66