responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرد على الشاذلي في حزبيه وما صنفه في آداب الطريق المؤلف : ابن تيمية    الجزء : 1  صفحة : 45
وإن أراد به خَرْق العادة كما خُرِقت العادة لموسى وإبراهيم وداود وسليمان كان هذا جهلاً فإنَّ ركوبَ البحر والسلامة فيه ليس فيه خرق عادة.
والكلام المعروف في مثل هذا أن يقال يا من فَرَق البحرَ لموسى وجعل النار بردًا وسلامًا على إبراهيم وسخَّرَ الريحَ والجنَّ لسليمان سَخِّر لنا هذا البحر لأن هذا وصفٌ لله بكمال القدرة العظيمة التي فعل بها هذه الأمور الخارقة للعادة فيقال يا مَنْ فَعَل هذا افعل بنا هذا.
وأمّا أن يقال سَخِّر لنا هذا كما سَخَّرت هذا فلم يُعْرَف عن المتقدمين مثل هذا الكلام بل هو من الكلام المنكر الذي لا يقوله من يتصوَّر ما يقول والنارُ لم تُسَخَّر لإبراهيم بل جُعِلت عليه بردًا وسلامًا فلم ينتفع هو بها مع كونها نارًا بل غُيِّرت صفتُها وتسخير الشيء يكون لمن ينتفع به مع بقاء حقيقته.
وكذلك موسى فُلِق له البحر ولا يقال لمثل هذا تسخير بل هذا أبلغ من التسخير وقد قال تعالى وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ [الجاثية 13] وقال وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ (32) وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ (33) [إبراهيم 32-33] وقال تعالى وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ [الأعراف 54] .
الموضع الخامس [قوله] وامْسَخْهم على مكانتهم فإنَّ هذا دعاءٌ بالمسخ وهو غير جائز ولا يُجاب والله أخبرَ أنه لو شاء فعل ذلك بقوله وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ [يس 67] والله تعالى مسخَ قومًا قردةً وخنازيرَ لنوعٍ من الكفر وكذلك يمسخُ من هذه الأمة قومًا قردةً وخنازيرَ وهذا في أنواعٍ من الكفر كاستحلال المحرَّمات من

اسم الکتاب : الرد على الشاذلي في حزبيه وما صنفه في آداب الطريق المؤلف : ابن تيمية    الجزء : 1  صفحة : 45
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست