اسم الکتاب : الرد على الشاذلي في حزبيه وما صنفه في آداب الطريق المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 43
الله والعقل الفعَّال العاشر هو المبدع لكل ما تحت فلك القمر.
ومعلومٌ أن هذا من أعظم الكفر في دين المسلمين فإنَّ مسلمًا لا يقول إن مَلكًا من الملائكة خلق كلَّ ما تحت السماء ولا يقول إن مَلكًا من الملائكة خلق جميع المخلوقات بل القرآن قد بَيَّن كفرَ من قال إنهم متولِّدون عنه فكيف بمن قال هم متولِّدون عنه وأنهم خالقون لجميع المخلوقات قال الله تعالى وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (26) لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (27) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (28) [الأنبياء 26-28] وقال تعالى وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى (26) [النجم 26] وقال تعالى لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا (172) [النساء 172] .
والآيات في هذا المعنى كثيرة وقد بُسِط الكلام على هذا في غير هذا الموضع فإن المرض بهذه الأمور كثيرٌ في كثيرٍ من الناس والله يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيم والمقصودُ هنا التنبيه على بعض ما في هذا الحِزْب.
وأيضًا فإن هذا الحزب صُنِّف للدعاء به عند ركوب البحر والجُهَّال الذين يتلونه كما يُتلى القرآن يقرؤه أحدُهم وهو في البر ليس له
اسم الکتاب : الرد على الشاذلي في حزبيه وما صنفه في آداب الطريق المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 43