responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرد على الشاذلي في حزبيه وما صنفه في آداب الطريق المؤلف : ابن تيمية    الجزء : 1  صفحة : 29
وطائفة من أولئك أهل الفكر والنظر قد لا يمدحون العمل والعبادة والزهد بل ربما انتقصوا من يفعل ذلك وكثير منهم يَقْرن بذلك الفسوق واتباع الأهواء فلا يتورع لا عن الفواحش ولا عن المظالم ولهذا كان السلف يقولون احذروا فتنة العالم الفاجر والعابد الجاهل فإن فتنتهما فتنة لكلِّ مفتون.
وكلٌّ من هاتين الطائفتين مخطئ من جهتين من جهة اجتزائه بأحد الواجِبَين عن الآخر ومن جهة خروجه في ذلك عن متابعة الكتاب والسنة فإنَّ الله بعثَ محمدًا بالحقِّ وهدى به الناسَ من الظلمات إلى النور فأمَرَ المؤمنين بما يُحَصِّل لهم الفلاح من العلم النافع والعمل الصالح فكلٌّ من هذين واجب وهذا معنى قول السلف الإيمان قولٌ وعملٌ فلا بدَّ من علمٍ لا بدَّ من عمل وكلاهما واجب في الجملة فمن ظن أنه بالعلم ينال المطلوب بدون العمل الواجب فقد غلط ومن ظن أنه بالعمل ينال المطلوب بدون العلم الواجب فقد غلط وكلٌّ منهما لا بدَّ أن يَزِنَ عملَه وعلمَه بالكتاب والسنة.
فمن سلكَ طريقةَ العلمِ فقط وأعرضَ عن اتباع السنة في علمه ولم يَزِنْه بالكتاب والسنة وأعرض عن العمل الواجب مثل أهل البدع

اسم الکتاب : الرد على الشاذلي في حزبيه وما صنفه في آداب الطريق المؤلف : ابن تيمية    الجزء : 1  صفحة : 29
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست