اسم الکتاب : الرد على الشاذلي في حزبيه وما صنفه في آداب الطريق المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 215
ومن فَرَّق بين صفة وصفة من صفات الكمال كان قوله متناقضًا.
فإن قال النافي أنا أنفي جميع الأسماء والصفات كما يقوله غلاة الجهمية والباطنية والقرامطة والاتحادية.
قيل له إمَّا أن تُثبت موجودًا واجبًا قديمًا خالقًا وإما أن لا تثبته فإن أثبتَّه فقد أثبتَّ واجبًا وممكنًا وقديمًا وحادثًا وخالقًا ومخلوقين وهما يتفقان في مسمى الوجود والشيء والذات وأحدهما متميز عن الآخر بما يخصه وهذا هو الذي فررتَ منه.
وإن نفيت الوجود الواجب القديم قيل لك أنت تعلم أن ثَمَّ موجودًا وكل موجودٍ فإما ممكن وهو ما قَبِل العدم ويكون وجوده بغيره وإمَّا واجب الوجود وهو الموجود بنفسه الذي لا يفتقر إلى غيره وهو أيضًا إما حادث وهو ما كان بعد أن لم يكن وإما قديم وهو ما لم يزل وهو أيضًا إمَّا مخلوق وهو ما خَلَقه غيره وإمَّا غير مخلوق وهو أيضًا إما فقير إلى غيره وإما غني ليس فقيرًا إلى غيره وكل ممكن فلا بد له من واجب وكل مُحْدَث فلا بد له من قديم وكل مخلوق فلا بد له من خالقٍ غير مخلوق وكل فقير فلا بد له من غنيّ فإنَّ وجود الممكن بدون الواجب ممتنع وكذلك وجود المُحْدَث بدون المُحْدِث والمخلوق بدون الخالق والفقير بدون الغنيّ فثبت أنه لا بد في الوجود من موجِد غنيّ قديم خالق واجب بنفسه.
فإن قال أنا أجعله وجود جميع الموجودات كما يقول أهل وحدة الوجود.
اسم الکتاب : الرد على الشاذلي في حزبيه وما صنفه في آداب الطريق المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 215