اسم الکتاب : الرد على الشاذلي في حزبيه وما صنفه في آداب الطريق المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 202
ولهذا كان من لم يعتصم بالملل منهم شرًّا من اليهود والنصارى وقد قال تعالى إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) [البقرة 62] فقد بيّن سبحانه وتعالى أن الموجب للنجاة والسعادة في الدار الآخرة هو الإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح وهؤلاء مقصِّرون غاية التقصير فيما عندهم من الإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح ولو قُدِّر أن الذي عندهم كافٍ في السعادة إذا كانوا صابئين فاليهود والنصارى خير منهم.
ثم من لم يؤمن بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من اليهود والنصارى فهو كافر شقيٌّ مُعَذَّب في الآخرة فكيف إذا كان من الصابئين الحنفاء فكيف إذا كان من هؤلاء الفلاسفة الذين هم من الصابئة المشركين وقد بيّن الله سبحانه أن الدين عند الله الإسلام وأنه لا يقبل دينًا غيره ولهذا كان الإسلام دين جميع النبيين.
وأصل دين الإسلام أن يُعْبَد الله وحده لا شريك له وهؤلاء الفلاسفة لا يوجبون عبادة الله ولا يحرِّمون عبادة ما سواه فهم خارجون عن الإسلام العام الذي لا يَسْعَد أحدٌ إلا به ولا يقبل الله دينًا سواه.
فهذا أصلٌ يجب معرفته وأنه في كل زمان ومكان إنما تَحْصُل السعادة بعد الموت بالإيمان والإسلام لكن شرع بعض الشرائع تحت
اسم الکتاب : الرد على الشاذلي في حزبيه وما صنفه في آداب الطريق المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 202