responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرد على الشاذلي في حزبيه وما صنفه في آداب الطريق المؤلف : ابن تيمية    الجزء : 1  صفحة : 162
ذات فهذا مطابق لمذهب أهل الوحدة فإنهم يقولون الرب له تجلٍّ باعتبار ذاته وتجلٍّ باعتبار أسمائه وصفاته.
فتجلِّي الذات وجود محض مطلق ليس فيه اسم ولا صفة ولا يُرى ولا يُشهد ولا يتميز فيه شيء عن شيء ولا ريب أن الوجود المطلق الذي يتصوره الإنسان في نفسه هو بهذا الاعتبار فإن الوجود المطلق بشرط الإطلاق لا يقال فيه ربٌّ ولا عبد ولا قديمٌ ولا مُحْدَث ولا خالق ولا مخلوق ولا حي ولا عليم ولا قدير ولا غير ذلك فإن كل هذه الأمور فيها تخصيص وتقييد بموجود دون موجود فالرب يُخْرِج العبد والقديم يُخرج المحدَث والخالق يخرج المخلوق والحي العليم القدير يخرج الميت الجاهل العاجز.
وأما التجلِّي الأسمائي عندهم فهو ظهوره في الممكنات بحسب استعدادها فيظهر في الكلب بصورة الكلب وفي الإنسان بصورة الإنسان وفي الفلك بصورة الفلك ونحو ذلك.
وقد حكى بعض أصحابنا أنه وقع بين ابن عربي وبين الشيخ أبي حفص السَّهْرَوردي صاحب عوارف المعارف في الحق إذا تجلَّى للعبد هل يمكنه أن يسمع خطابه حين التجلِّي فقال ابن عربي لا يمكن ذلك وقال السَّهروردي بل يمكن ذلك قال ابن عربي مسكينٌ هذا السَّهروردي نحن نقول له عن تجلِّي الذات وهو يخبر عن تجلِّي الصفات.

اسم الکتاب : الرد على الشاذلي في حزبيه وما صنفه في آداب الطريق المؤلف : ابن تيمية    الجزء : 1  صفحة : 162
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست