responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرد على الشاذلي في حزبيه وما صنفه في آداب الطريق المؤلف : ابن تيمية    الجزء : 1  صفحة : 154
إِلَى اللَّهِ [يوسف 108] فهذا عين المكر عَلَى بَصِيرَةٍ فنبه أن الأمر له كله فأجابوه مكرًا كما دعاهم فجاء المحمدي وعلم أن الدعوة إلى الله ما هو من حيث هويته وإنما هو من حيثُ أسماؤه.
وقال شاعرهم:
ما بالُ عِيْسك لا يقرْ قرارها ... وإلام ظلك لا يَنِي مُتنقِّلاً
فلسوف تعلم أن سَيْرك لم يكن ... إلا إليك إذا بلغتَ المنزلا
فعندهم السير يسير منه إليه من الله إلى الله وقوله بك منك مطابق لهذا ودينُ المسلمين أن السير من المخلوقات إلى الخالق كما قال تعالى إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ [الأحزاب 45-46] وقال قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ [يوسف 108] .
ولا ريب أن الجهمية الذين لا يثبتون للمخلوقات ربًَّا مباينًا للمخلوقات غالبًا عليها إذا سلكوا وتوجَّهوا انتهوا إلى القول بالوحدة فيكون سيرهم من المخلوقات إلى المخلوقات وهم يرون المخلوق هو الخالق [فليس] قولهم إنه ما ثَمَّ موجودٌ إلا العالم كما قاله فرعون لكن هم يقولون العالم هو الله وفرعون كان يُظهر إنكار وجود الله.

اسم الکتاب : الرد على الشاذلي في حزبيه وما صنفه في آداب الطريق المؤلف : ابن تيمية    الجزء : 1  صفحة : 154
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست