اسم الکتاب : الرد على الشاذلي في حزبيه وما صنفه في آداب الطريق المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 149
ويحكون في هذا أن رجلاً نزل إلى دجلة ليغتسل لصلاة الجمعة فخرج في النيل وأقام بمصر عدّة سنين وتزوج وولد له هناك ثم نزل ليغتسل للجمعة فخرج من دجلة فرأى غلامه ودابته والناس لم يُصلوا بعد تلك الجمعة!!
ومن المعلوم لكل ذي حسٍّ أن الشمس يوم الجمعة ببغداد ليس بينه وبين يوم الجمعة بمصر يومًا فضلاً عن أسبوع فضلاً عن شهر فضلاً عن عام فضلاً عن أعوام ولا الشمس توقفت عِدَّة أعوام في السماء وإنما هذا في الخيال فيظنونه لجهلهم أنه في الخارج كما ذكر ذلك سعيد الفرغاني في شرح قصيدة ابن الفارض هو وأمثاله والكلامُ على هؤلاء واسع وإنما الغرض التنبيه على النُكَت.
قوله ثم أمدَّه الله بنور ذاته فأحياه حياةً باقية لا غاية لها فنظر جميع المعلومات بنور [هذه] الحياة فصار أصل الموجودات نور شائع في كل شيء لا يُشهد غيره فنودي من قُربٍ لا تغتر بالله فإنَّ المحجوب من حُجِبَ عن الله بالله إذ محال أن يحجبه غيره فجيء بحياة استودع الله فيه فقال أي ربي بك منك إليك أقِلْ عثرتي فإني أعوذ بك منك حتى لا أرى غيرك فهذه سبيل الترقِّي إلى حضرة العَليِّ الأعلى وهو طريق المحبين أبدال الأنبياء والذي يُعْطى أحدُهم من بعد
اسم الکتاب : الرد على الشاذلي في حزبيه وما صنفه في آداب الطريق المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 149