اسم الکتاب : الرد على الشاذلي في حزبيه وما صنفه في آداب الطريق المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 148
ومعَذَّبة وأنها تسمع وتبصر وتتكلم وغير ذلك من صفاتها المذكورة في الأحاديث النبوية والآثار السلفية.
وأما قوله فأمدَّه بنور سرِّ الروح فإذا هو قاعد على باب ميدان السر فنظر فعرف أوصاف الروح الرباني بنور السرِّ فرفع همَّتَه ليعرف هذا الموجود الذي هو السر فعمي عن إدراكه فتلاشت جميعُ أوصافه كأنه ليس بشيء.
فيقال هذا مبنيٌّ على إثبات ما بعد الروح وهو السر وآخرون يقولون سر السر وهم إن عَنوا به صفات روح الإنسان كان ممكنًا وإن عَنوا به جوهرًا ثابتًا فهذا باطل ثم إنه يريد أن يثبت في العالم شيئًا آخر وهو سرُّ الروح مطابقًا لسرِّ الإنسان كما صنع في النفس والعقل والروح وهذا باطلٌ لم يقله أحد إلا بعض متأخري متفلسفة الصوفية وهو من الخيالات التي لا منتهى لها فإنَّ الوهم والخيال الباطل واسع والسالك إن لم يعصمه الله بنور الإيمان والقرآن وإلا وقع في بحر الوهم والخيال الباطل.
ولهذا كان هؤلاء يعظمون ما يعظم ابن عربي الخيال وهو عندهم أرض الحقيقة ولهذا تتمثل لهم الجن والشياطين ويقولون بالجمع بين النقيضين وهو من باب الخيال الباطل ويلقي إليهم الجن والشياطين كلامًا يسمعونه وأنوارًا يرونها فيظنون ذلك كرامات وإنما هي أحوال شيطانية لا رحمانية وهي من جنس السحر.
اسم الکتاب : الرد على الشاذلي في حزبيه وما صنفه في آداب الطريق المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 148