اسم الکتاب : الرد على الشاذلي في حزبيه وما صنفه في آداب الطريق المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 116
وقد قال بعض الشيوخ إن هذه الآية فيها ذِكْر المجذوب والمربِّي وبَسْط هذا له موضع آخر.
وفي المشايخ مَنْ يقسِّم السالكين إلى مريد ومراد ومعلومٌ أن الذين قال الله فيهم وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ [الأنعام 52] ما أرادوا وجهَه حتى أرادَ ذلك منهم على مذهب أهل السنة المثبتين للقدر وجمهور الصوفية على مذهب أهل السنة في ذلك حتى إن كثيرًا منهم يغالي في ذلك ويسقط الأمرَ والنهيَ في بعض المشاهد والأحوال وكذلك من أراده الله واجتباه وأحبه واصطفاه فلا بد أن يجعله مريدًا له لكنَّ الذين فرقوا بينهما لهم كلامٌ ليس هذا موضع بَسْطه.
وإنما المقصود هنا أن نقول انقسامُ أولياءِ الله إلى عامٍّ وخاص تقسيم صحيح لكنَّ الخواص هم السابقون المقرَّبون والعامة هم الأبرار أصحاب اليمين قال تعالى فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ [فاطر 32] وقال تعالى وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً (7) فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (8) وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (9) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) [الواقعة 7-11] وقال تعالى فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ (89) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (90) فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (91) [الواقعة 88-91]
اسم الکتاب : الرد على الشاذلي في حزبيه وما صنفه في آداب الطريق المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 116