اسم الکتاب : الرد على الشاذلي في حزبيه وما صنفه في آداب الطريق المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 101
إياك.
فإن هذه ألفاظ مجملة قد يُراد بها معنًى فاسدًا كما قد يُراد بها معنى صحيحًا واللفظ الحسن أن يُقال نسألك الغنى عما سواك والفقر إليك.
وقوله حتى لا نشهد إلا إياك إذا أريد حتى لا نشهد معطيًا وربًّا وإلهًا إلا إياك كان حسنًا وإذا أريد به حتى لا نشهد إلا إياك فنغيب بك عن شهود المخلوقات فهذا فناء ناقص وهو من عوارض الطريق ليس بواجب ولا مستحب ولكن قد يعرض لبعض السالكين لضعفه فيعذر فيه ولا يُحْمَد عليه.
وقد يعنى به لا نشهد موجودًا إلا إياك وهذا مشهد أهل الإلحاد القائلين بالوحدة والحلول والاتحاد.
وقد تكلمنا على أقسام الفناء في اصطلاح السالكين وبينا أنه يراد به ثلاثة معان أحدها محمود والثاني منقوص والثالث إلحاد.
فالأول أن يفنى بعبادته عن عبادة ما سواه وبطاعته عن طاعة ما سواه وبمحبته عن محبة ما سواه وبخوفه عن خوف ما سواه وبرجائه عن رجاء ما سواه وبالتوكل عليه عن التوكل على ما سواه وهذه حقيقة التوحيد الذي أرسل الله به الرسل وأنزل به الكتب وهذا حال الأنبياء وأتباعهم والفناء عن عبادة السِّوى يُقارنه البقاء بعبادته تعالى فهذا
اسم الکتاب : الرد على الشاذلي في حزبيه وما صنفه في آداب الطريق المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 101