responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التحفة العراقية المؤلف : ابن تيمية    الجزء : 1  صفحة : 79
فسألوني فَأعْطيت كل وَاحِد مِنْهُم مَسْأَلته مَا نقص ذَلِك من ملكي إِلَّا كَمَا ينقص الْمخيط إِذا غمس فِي الْبَحْر يَا عبَادي إِنَّمَا هِيَ أَعمالكُم أحصيها لكم ثمَّ أوفيكم إِيَّاهَا فَمن وجد خيرا فليحمد الله وَمن وجد غير ذَلِك فَلَا يَلُومن إِلَّا نَفسه وَمَا رَوَاهُ البُخَارِيّ عَن شَدَّاد بن أَوْس قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سيد الاسْتِغْفَار أَن يَقُول العَبْد اللَّهُمَّ أَنْت رَبِّي لَا إِلَه إِلَّا أَنْت خلقتني وَأَنا عَبدك وَأَنا على عَهْدك وَوَعدك مَا اسْتَطَعْت أعوذ بك من شَرّ مَا صنعت أَبُوء لَك بنعمتك عَليّ وابوء بذنبي فَاغْفِر لي فَإِنَّهُ لَا يغْفر الذُّنُوب إِلَّا أَنْت من قَالَهَا إِذا أصبح موقنا بهَا فَمَاتَ فِي يَوْمه دخل الْجنَّة وَمن قَالَهَا إِذا أَمْسَى موقنا بهَا فَمَاتَ من ليلته دخل الْجنَّة فَالْعَبْد دَائِما بَين نعْمَة من الله يحْتَاج فِيهَا إِلَى شكر وذنب مِنْهُ يحْتَاج فِيهِ إِلَى أستغفار وكل من هذَيْن من الْأُمُور اللَّازِمَة للْعَبد دَائِما فَإِنَّهُ لَا يزَال يتقلب فِي نعم الله وآلائه وَلَا يزَال مُحْتَاجا إِلَى التَّوْبَة والاستغافر وَلِهَذَا كَانَ سيد ولد آدم وَإِمَام الْمُتَّقِينَ يسْتَغْفر فِي جَمِيع الْأَحْوَال وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الحَدِيث الصَّحِيح الَّذِي رَوَاهُ البُخَارِيّ أَيهَا النَّاس تُوبُوا إِلَى ربكُم فَإِنِّي أَتُوب إِلَى الله فِي الْيَوْم مائَة مرّة وَقَالَ عبد الله بن عمر كُنَّا نعد لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمجْلس الْوَاحِد يَقُول رب أَغفر لي وَتب عَليّ إِنَّك أَنْت التواب الرَّحِيم مائَة مرّة وَقَالَ إِنِّي لأستغفر الله وَأَتُوب إِلَيْهِ فِي الْيَوْم اثْنَتَيْنِ وَسبعين مرّة وَفِي صَحِيح مُسلم أَنه قَالَ إِنَّه ليغان على قلبِي وَإِنِّي لأستغفر الله فِي الْيَوْم مائَة مرّة وَلِهَذَا شرع الاسْتِغْفَار فِي خَوَاتِيم الْأَعْمَال قَالَ تَعَالَى آل عمرَان والمستغفرين بالأسحار قَالَ بَعضهم أحيوا اللَّيْل بِالصَّلَاةِ فَلَمَّا كَانَ وَقت السحر أمروا بالاستغفار وَفِي الصَّحِيح أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا انْصَرف من صلَاته اسْتغْفر ثَلَاثًا وَقَالَ اللَّهُمَّ أَنْت السَّلَام ومنك السَّلَام تَبَارَكت يَاذَا الْجلَال وَالْإِكْرَام وَقَالَ تَعَالَى الْبَقَرَة فَإِذا أَفَضْتُم من عَرَفَات فاذكروا الله عِنْد الْمشعر الْحَرَام إِلَى قَوْله وَاسْتَغْفرُوا الله إِن الله غَفُور رَحِيم وَقد أَمر الله نبيه بعد أَن بلغ الرسَالَة وجاهد فِي الله حق جهادة وأتى بِمَا أَمر الله بِهِ مِمَّا لم يصل إِلَيْهِ غَيره فَقَالَ إِذا جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح رَأَيْت النَّاس يدْخلُونَ فِي دين الله أَفْوَاجًا فسبح بِحَمْد رَبك وَاسْتَغْفرهُ إِنَّه كَانَ تَوَّابًا وَلِهَذَا كَانَ قوام الدّين بِالتَّوْحِيدِ وَالِاسْتِغْفَار كَمَا قَالَ الله تَعَالَى أول هود الر كتاب أحكمت آيَاته ثمَّ فصلت من لدن حَكِيم خَبِير أَلا تعبدوا إِلَّا الله إِنَّنِي لكم مِنْهُ نَذِير وَبشير وَأَن اسْتَغْفرُوا ربكُم ثمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يمتعكم مَتَاعا حسنا الْآيَة وَقَالَ تَعَالَى فصلت فاستقيموا إِلَيْهِ واستغفروه

اسم الکتاب : التحفة العراقية المؤلف : ابن تيمية    الجزء : 1  صفحة : 79
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست