responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاستقامة المؤلف : ابن تيمية    الجزء : 1  صفحة : 441
مَا هُوَ احب إِلَى الله مِنْهُ اَوْ اشْتَمَل على بغض الله لَهُ أعظم من محبته لذَلِك الْعَفو قدم الرَّاجِح
فكون الشئ جميلا يَقْتَضِي محبَّة الله لَهُ وَهُوَ سُبْحَانَهُ أحسن كل شئ خلقه إِذْ كل مَوْجُود فَلَا بُد فِيهِ من وَجه الْحِكْمَة الَّتِي خلقه الله لَهَا وَمن ذَلِك الْوَجْه يكون حسنا محبوبا وَإِن كَانَ من وَجه آخر يكون مستلزما شَيْئا يُحِبهُ الله ويرضاه أعظم مِمَّا فِيهِ نَفسه من البغض
فَهَذَا مَوْجُود فِينَا فقد يفعل الشَّخْص الْفِعْل كشرب الدَّوَاء الكرية الَّذِي بغضه لَهُ أعظم من حبه لَهُ وَهَذَا لما تضمن مَا هُوَ محبته لَهُ أعظم من بغضه للدواء أَرَادَهُ وشاءه وَفعله فَأَرَادَ بالإرادة الجازمة الْمُقَارنَة للقدرة فعلا فِيهِ مِمَّا يبغضه أَكثر مِمَّا يُحِبهُ لكَونه مستلزما لدفع مَا هُوَ إِلَيْهِ أبْغض ولحصول مَا محبته لَهُ أعظم من بغضه لهَذَا فَإِن بغضه للمرض ومحبته للعافية أعظم من بغضه للدواء
فالأعيان الَّتِي نبغضها كالشياطين والكافرين وَكَذَلِكَ الْأَفْعَال الَّتِي نبغضها من الْكفْر والفسوق والعصيان خلقهَا وَأَرَادَ وجودهَا لما تستلزمه من الْحِكْمَة الَّتِي يُحِبهَا وَلما فِي وجودهَا من دفع مَا هُوَ إِلَيْهِ أبْغض فَهِيَ مُرَادة لَهُ وَهِي مبغضة لَهُ مسخوطة كَمَا بَينا هَذَا فِي غير هَذَا الْموضع
وَأما الْجمال الْخَاص فَهُوَ سُبْحَانَهُ جميل يحب الْجمال وَالْجمال الَّذِي

اسم الکتاب : الاستقامة المؤلف : ابن تيمية    الجزء : 1  صفحة : 441
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست