اسم الکتاب : فتاوى واستشارات الإسلام اليوم المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 433
بول الكلاب في مسجد الرسول
المجيب سامي بن عبد العزيز الماجد
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف الفهرسة/ السنة النبوية وعلومها/تصحيح الأحاديث والآثار وتضعيفها
التاريخ 17/2/1424هـ
السؤال
ورد حديث كانت الكلاب تقبل وتدبر وتبول في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وما كانوا يرشون عليها شيئا، ً فما صحة هذا الحديث؟ وهل يدل على أن بول الكلاب طاهر؟ وما الجمع بينه وبين حديث إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات إحداهن بالتراب؟
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
هذا الحديث صحيح، أخرجه البخاري معلَّقاً بصيغة الجزم (174) ، ووصله أبو داود في سننه (382) ، والبيهقي في السنن الكبرى (1/242) ، وصححه البيهقي والنووي كما في المجموع (2/585) .
وظاهره يدل على طهارة بول الكلاب، ولكن أجيب عن الاستدلال به لذلك بعدة أجوبة:
الجواب الأول: إن ذلك كان أول الأمر؛ إذ جاء في رواية أبي داود قول ابن عمر -رضي الله عنهما- وهو راوي الحديث ـ: كنت أبيت في المسجد في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكنت فتىً عَزِباً، وكانت الكلاب تبول...... الحديث.
ثم ورد الأمر بتكريم المساجد، وتطهيرها، وجعل الأبواب عليها.
(وهذا أحسن جوابٍ وأقواه، وهو ما ارتضاه ابن حجر من الأجوبة على الاستدلال بهذا الحديث) .
الجواب الثاني: المراد أنها كانت تبول خارج المسجد في مواطنها، ثم تقبل وتدبر في المسجد، إذ لم يكن عليه في ذلك الوقت غلق، ويبعد أن تترك الكلاب تنتاب المسجد حتى تمتهنه بالبول فيه.
الجواب الثالث: إنهم لم يكونوا يرشّون شيئاً من المسجد؛ لأن مكان بول الكلاب خفي عليهم، لكن من علمه وجب عليه غسله.
وعلى كل حالٍ فلا يسوغ ترك حديث الولوغ الشهير الصحيح الصريح لمثل هذا الحديث المحتمل، والدليل إذا تطرق إليه الاحتمال بطل به الاستدلال.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
اسم الکتاب : فتاوى واستشارات الإسلام اليوم المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 433