responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فتاوى واستشارات الإسلام اليوم المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 368
هل قرأ ابن مسعود هذه الآية هكذا؟!
المجيب د. الشريف حاتم بن عارف العوني
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
القرآن الكريم وعلومه/مسائل متفرقة
التاريخ 24/10/1426هـ
السؤال
السلام عليكم
ذكر الحافظ الزيلعي في كتاب "نصب الراية" رواية عن مؤلف كتاب "التنقيح" ان عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- نسي كيف كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتلو قول الله تعالى: "وما خلق الذكر والأنثى" فما صحة ذلك؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين، والصلاة السلام على إمام الأنبياء والمرسلين، وعلى آله الغر الميامين، وبعد:
فقد ذكر هذا القول الزيلعي في نصب الراية (1/397-402) ، نقلاً عن كتاب تنقيح التحقيق لابن عبد الهادي، وهو فيه (2/778) نقلاً عن الإمام أبي بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب النيسابوري الصِّبغي (ت342هـ) .
وهو قول ذكره هذا الإمام ليُقابل به قَوْلَ من ردَّ رفع اليدين في الصلاة قبل الركوع وبعد التشهد الأوّل، وهو ثابت من حديث عدد من الصحابة، ذكر البخاري في جزء (رفع اليدين) أنهم سبعة عشر صحابياً، فأراد ذلك الرادُّ أن يدفع هذا كُله لمجرّد أن ابن مسعود -رضي الله عنه- لم يحفظ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا رفعاً واحداً عند تكبيرة الإحرام.
فأراد هذا الإمام أن يُقابل غُلُوَّ هذا الرادّ بقول يردعُه، وهو أن هذا النقل عن ابن مسعود -رضي الله عنه- لو ثبت (لأن في ثبوته خلافاً) ، فيبقى احتمال نسيان ابن مسعود -رضي الله عنه- وارداً.
فإن قيل: كيف ينسى ابن مسعود -رضي الله عنه- هذا الأمر المشهور من أمر الصلاة المتكررة أمامه من فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
فيُجاب عليه بما ذكره أبو بكر الصِّبغي: أن ابن مسعود -رضي الله عنه- نسي ما لا ينساه أحدٌ، بمعنى أن الحافظ القوي الحفظ قد ينسى ما لا ينساه أحد، كما أنّ الذكي الشديد الذكاء قد يغفل ويستغلق عليه ما لا يستغلق على بُلداء الخلق أحياناً.

اسم الکتاب : فتاوى واستشارات الإسلام اليوم المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 368
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست