اسم الکتاب : فتاوى واستشارات الإسلام اليوم المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 315
ومن مصادر التفسير ـ أيضا ـ أخبار أهل الكتاب ورواياتهم المتعلقة بالحوادث التي وقعت لأنبيائهم ومن عاصرهم، أو الأمور الغيبية المستقبلية ونحوها، غير أنه مما يجدر التأكيد عليه أن هذا المصدر ليس في قيمة المصادر التي قبله ولا يوازيها من جهتين؛ الأولى: من جهة مقدار ما أخذ عنهم، فهو قليل بالنسبة إلى مقدار التفسير. والثانية: من جهة الثقة به والاعتماد عليه، فقد تقرر عند أهل العلم أن أخبار أهل الكتاب ـ مما لم يثبت عندنا بطلانها أو صوابها ـ تروى دون الجزم بصحتها أو بطلانها، ولذا وجدنا أئمة التفسير وأهل التحقيق أقلوا كثيرا من النقل عنهم، بل وحذروا من ذلك، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية عن الروايات الإسرائيلية: (وما لم يعلم حكمه في شرعنا لا يصدق ولا يكذب وغالبه لا فائدة فيه) أ. هـ.
وأما سؤالك عن الكتب التي تكلمت على هذه فهناك من الكتب من بالغت وأكثرت من سرد تفاصيل القصص التي وردت في القرآن الكريم، وهذه المبالغة أوقعت في ذكر الغث والسمين والصحيح والسقيم، حتى كان بعضهم ينقل بلا تمييز مما يجب أن يصان تفسير كلام الله عن مثله كتفسير الثعلبي والخازن، وغالب كتب التفسير تنقل تلك التفاصيل على نحو مختصر، وأفضل ما أنصحك به فيما يتعلق بهذا الأمر كتاب تفسير القرآن العظيم للإمام ابن كثير -رحمه الله -؛ فهو فارس الحلبة لا يشق غباره، أدرك قصب السبق غير منازع.
اسم الکتاب : فتاوى واستشارات الإسلام اليوم المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 315