اسم الکتاب : فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الطيار المؤلف : ابن باز الجزء : 1 صفحة : 109
فهذه الأعمال الصالحة من أسباب النجاة في الدنيا والآخرة.
قوله تعالى: {فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا} (1)
س51: يقول السائل: ورد في سورة الكهف على لسان الرجل الصالح في قصته مع موسى عليه السلام، في قوله تعالى: {أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ} [2] إلى قوله تعالى: {ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا} [3] [الكهف: 79-82] .
لاحظت أنه عند السفينة قال: {فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا} [4] وعند ذكر الأبوين المؤمنين: {فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا} [5] وعند ذكر قصة اليتيمين صاحبي الجدار: {فَأَرَادَ رَبُّكَ} [6] فما الفرق بين التعابير الثلاثة؟ وهل ذلك يعني أن للرجل الصالح إرادة في الأمر مع إرادة الله؟
الجواب: الصحيح أن هذا الرجل هو الخضر صاحب موسى عليه الصلاة والسلام، وأنه نبي، وليس مجرد رجل صالح بل الصحيح أنه نبي، ولهذا قال: {وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي} [7] أي: بل عن أمر الله سبحانه وتعالى.
وجاء في القصة نفسها في الصحيح أنه قال لموسى: «إنك على علم من علم الله علمك الله إياه لا أعلمه أنا، وأنا على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه أنت» [8] .
فدل ذلك على أنه من الأنبياء، ولهذا قال: {فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا} (9)
(1) سورة الكهف الآية 79 [2] سورة الكهف الآية 79 [3] سورة الكهف الآية 82 [4] سورة الكهف الآية 79 [5] سورة الكهف الآية 81 [6] سورة الكهف الآية 82 [7] سورة الكهف الآية 82 [8] صحيح البخاري تفسير القرآن (4450) ,صحيح مسلم الفضائل (2380) ,سنن الترمذي تفسير القرآن (3149) ,مسند أحمد بن حنبل (5/118) .
(9) سورة الكهف الآية 82
اسم الکتاب : فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الطيار المؤلف : ابن باز الجزء : 1 صفحة : 109