responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عيون الرسائل والأجوبة على المسائل المؤلف : آل الشيخ، عبد اللطيف    الجزء : 1  صفحة : 390
...........................................................................

= عليه وسلم ركب حمارً عليه إكافٌ تحته قطيفة فدكيّة، وأردف وراءه أسامة بن زيد، وهو يعود سعد بن عبادة في بني الحارث من الخزرج –وذلك قبل وقعة بدر- حتى مرّ في مجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان واليهود، وفيهم عبد الله بن أبي بن سلول، وفي المجلس عبد الله بن رواحة، فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة، خمّر عبد الله بن أبي أنفه بردائه، وقال: لا تغبّروا علينا. فسلّم عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ثم وقف فنزل فدعاهم إلى الله، وقرأ عليهم القرآن ... ) الحديث. [صحيح البخاري مع الفتح 11/41، الاستئذان، باب التسليم في مجلس فيه أخلاط. صحيح مسلم بشرح النووي 12/399-400، الجهاد، باب في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم وصبره على أذى المنافقين، وأخرجه الإمام أحمد في مسنده 5/203] .
قال النووي: (إذا مرَّ على جماعة فيهم مسلمون أو مسلم وكفار، فالسنّة أن يسلم عليهم (بلفظ التعميم) ويقصد المسلمين أو المسلم) مستدلاً بهذا الحديث. [الأذكار للنووي، لأبي زكريا يحيى بن شرف النووي (ت676هـ، تحقيق سبيع حمزة حاكمي، دار القبلة للثقافة الإسلامية، جدة، ومؤسسة علوم القرآن، دمشق، ط/1، 1412هـ- 1991م. ص353. وانظر فتح الباري 11/41-42] .
وقد نقل ابن حجر ما جمع به الطبري بين القولين، قال: (وقال الطبري: لا مخالفة بين حديث أسامة في سلام النبي صلى الله عليه وسلم على الكفار حيث كانوا مع المسلمين، وبين حديث أبي هريرة في النهي عن السلام على الكفار، لأن حديث أبي هريرة عام، وحديث أسامة خاص. فيختص من حديث أبي هريرة ما إذا كان الابتداء لغير سبب ولا حاجة، من حق صحبة أو مجاورة أو مكافأة أو نحو ذلك) . [فتح الباري 11/42] . وهذا جمع حسن يرجح به بين القولين.
*أما إذا سلَموا علينا ابتداءً: فإننا نرد عليهم بمثل ما سلّموا علينا به، لقوله تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} [النساء: 86] .
فإن قالوا السلام عليكم فلنا أن نقول: عليكم السلام أو وعليكم.
وإن قالوا السام عليكم بحذف اللام، قلنا: وعليكم وذلك أن اليهود كانوا يأتون رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسلِّمون عليه بقولهم: "السام عليكم" يريدون بذلك الدعاء عليه بالموت، وكان صلى الله عليه وسلم يردُّ عليهم بقوله "وعليكم" وبه أمر النبي صلى الله عليه وسلم أمته أن يقولوا؛ كما جاء ذلك في السنة المطهّرة. منها:
حديث أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا سلَّم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم". وعن عائشة رضي الله عنها قالت: استأذن رهط من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: "السام عليكم" فقالت عائشة: بل عليكم السام واللعنة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عائشة إن الله يحب الرفق في كل أمر. قالت: ألم تسمع ما قالوا؟ قال: قد قلت وعليكم " أخرجهما الإمام مسلم في صحيحه 14/393،395 السلام، باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب السلام.
اسم الکتاب : عيون الرسائل والأجوبة على المسائل المؤلف : آل الشيخ، عبد اللطيف    الجزء : 1  صفحة : 390
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست