responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحاوي للفتاوي المؤلف : السيوطي، جلال الدين    الجزء : 1  صفحة : 314
الْأُصُولِ مَا نَصُّهُ: أَمْلَى عَلَيَّ الْإِمَامُ تَاجُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأُرْمَوِيُّ بِالْقَاهِرَةِ نُسْخَةَ كِتَابٍ شَاهَدَهُ بِمَدِينَةِ سَاوَةَ فِي الْخِزَانَةِ الْمَوْضُوعَةِ فِي جَامِعِهَا بِخَطِّ الْإِمَامِ الشَّافِعِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - كَتَبَهُ إِلَى صَاحِبِ مَكَّةَ؛ شَفَاعَةً فِي الْحَاجِّ، وَهَذِهِ عِبَارَةُ الْإِمَامِ: إِنِّي مُهْدٍ إِلَيْكَ يَا سَيِّدَ الْبَطْحَاءِ، كَلِمَةً طَيِّبَةً {كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ} [إبراهيم: 24] وَأَنَا أَتَشَفَّعُ إِلَيْكَ فِي ضُعَفَاءِ الْحَاجِّ مِنْ رَكْبِ الرِّيحِ وَمُضْغَةِ الشِّيحِ. كَتَبَهُ محمد بن إدريس بن شافع، وَكَانَ التَّارِيخُ مَذْكُورًا فَأُنْسِيتُهُ انْتَهَى.

[ذِكْرُ مَا وَقَعَ لِحُجَّةِ الْإِسْلَامِ الْغَزَالِيِّ مِنَ اسْتِعْمَالِ ذَلِكَ]
قَالَ فِي أَوَّلِ كِتَابِهِ الْمُسَمَّى " بِالِانْتِصَارِ لِمَا فِي الْإِحْيَاءِ مِنَ الْأَسْرَارِ " مَا نَصُّهُ: سَأَلْتَ - يَسَّرَكَ اللَّهُ لِمَرَاتِبِ الْعِلْمِ تَصْعَدُ مَرَاقِيَهَا، وَقَرَّبَ لَكَ مَقَامَاتِ الْوِلَايَةِ تَحِلُّ مَعَاليَهَا - عَنْ بَعْضِ مَا وَقَعَ فِي الْإِمْلَاءِ الْمُلَقَّبِ بِالْإِحْيَاءِ، مِمَّا أَشْكَلَ عَلَى مَنْ حُجِبَ فَهْمُهُ، وَقَصُرَ عِلْمُهُ، وَلَمْ يَفُزْ بِشَيْءٍ مِنَ الْحُظُوظِ الْمَلَكِيَّةِ قَدَحُهُ وَسَهْمُهُ، وَأَظْهَرْتَ التَّحَزُّنَ لِمَا غَاشَّ بِهِ شُرَكَاءُ الطَّغَامِ وَأَمْثَالُ الْأَنْعَامِ، وَأَتْبَاعُ الْأَعْوَامِ، وَسُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ، وَعَارُ أَهْلِ الْإِسْلَامِ حَتَّى طَعَنُوا عَلَيْهِ، وَنَهَوْا عَنْ قِرَاءَاتِهِ، وَمُطَالَعَتِهِ، وَأَفْتَوْا بِمُجَرَّدِ الْهَوَى عَلَى غَيْرِ بَصِيرَةٍ بِاطِّرَاحِهِ وَمُنَابَذَتِهِ، وَنَسَبُوا مُمْلِيهِ إِلَى ضَلَالٍ وَإِضْلَالٍ، وَنَبَذُوا قُرَّاءَهُ وَمُنْتَحِلِيهِ بِزَيْغٍ فِي الشَّرِيعَةِ وَاخْتِلَالٍ، فَإِلَى اللَّهِ انْصِرَافُهُمْ وَمَآلُهُمْ، وَعَلَيْهِ فِي الْعَرْضِ الْأَكْبَرِ إِيقَافُهُمْ وَحِسَابُهُمْ، فَسَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} [الشعراء: 227] ، بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ، وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ، {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} [النساء: 83] ، {وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ} [الحج: 53] وَلَا عَجَبَ فَقَدْ ثَوَى أَدِلَّاءُ الطَّرِيقِ، وَذَهَبَ أَرْبَابُ التَّحْقِيقِ فَلَمْ يَبْقَ فِي الْغَالِبِ إِلَّا أَهْلُ الزُّورِ وَالْفُسُوقِ، إِلَى أَنْ قَالَ: حُجِبُوا عَنِ الْحَقِيقَةِ بِأَرْبَعَةٍ: الْجَهْلِ، وَالْإِصْرَارِ، وَمَحَبَّةِ الدُّنْيَا، وَالْإِظْهَارِ، وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ، فَكَانَ قَدْ جَمَعَ الْخَلَائِقَ فِي صَعِيدٍ، وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ، (فَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ وَلَا تُطِعْ كُلَّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ) ، {وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ} [الأنعام: 35] {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً - وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ} [يونس: 118 - 109]

اسم الکتاب : الحاوي للفتاوي المؤلف : السيوطي، جلال الدين    الجزء : 1  صفحة : 314
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست