responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مذكراتي السياسية المؤلف : عبد الحميد الثاني    الجزء : 1  صفحة : 89
الإصلاحات (1901)
مطَالب الدول فِي الاصلاحات لَا تكَاد تنتهى بالرغم من انها لَا تعرف شَيْئا عَن الْبناء الاجتماعى لبلادنا فَإِنَّهَا لَا تتوانى عَن تَقْدِيم التوصيات تلو التوصيات يتصدر السفراء كراسيهم فِي قصورهم وَكَأَنَّهُم حكام الْبِلَاد لَا تتعدى صلَاتهم بعض كبار الموظفين يصدرون حكمهم من عل لَا يعْرفُونَ من الْبِلَاد سوى استانبول والجزر لَيست لديهم أَيَّة فكرة عَن التَّرْكِيب الداخلي لمجتمعنا لَا يعْرفُونَ ديننَا وَلَا يفهمونه مَعَ ذَلِك فهم دائبون على جعلنَا نقبل بنصائحهم وَمن حسن الْحَظ انهم لَا يتفقون فِيمَا بَينهم فِي الاراء لكِنهمْ متفقون فِي الهدف غَايَة هَمهمْ من هَذِه الاصلاحات هِيَ الْحَط من شَأْننَا أَمَام أمتنَا وَرفع شَأْن النَّصَارَى وإكبارهم انها دسيسة كبرى اختلقوها وسموها اصلاحا خير لنا أَن يتركونا وشأننا فالإصلاحات الَّتِي يقترحونها لَيست أمرا جَدِيرًا بالاهتمام لَو اننا تصرفنا بارادتنا الْخَاصَّة لاصبحنا فِي تقدم مُسْتَمر وان كَانَ هَذَا التَّقَدُّم بطيئا
لَا يجوز أَن تقاس بِلَادنَا بمفاهيم أوربية أَن بنية الْمُجْتَمع فِي بِلَادنَا بنية دقيقة للغاية كل حركاتنا وتصرفاتنا يجب أَن تَنْطَلِق من هَذَا الاساس وَإِلَّا فَكيف يمكننا أَن نجْعَل أَقْوَامًا بدائيين يعيشون بجرة قلم عيشة أوربية مَحْضَة

اسم الکتاب : مذكراتي السياسية المؤلف : عبد الحميد الثاني    الجزء : 1  صفحة : 89
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست