اسم الکتاب : فاكهة الخلفاء ومفاكهة الظرفاء المؤلف : ابن عربشاه الجزء : 1 صفحة : 222
ومحب شفيق وأنت هو ذاك الموثوق فاطرحه سويداء قلبك في أسفل الصندوقفإن استمر عندك ساكناً صرت وبال أمره آمناً ولا يبعد ذلك من شفقتك وسابق صداقتك ووفائك بالمروة وقيامك بحقوق الأخوة وأسأل إحسانك أن تجيب لصاحبك القديم مرجوة قال أخو نهشل أعجب لأبي نوفل كيف يغفل أما سمعت يا عاقل قول القائل من علامات الجاهل أن يقرض ماله باللطف ثم يتقاضاه بالفظاظة والعنف وأن يودع سره وخفاياه وأمره عند من يحتاج أن يتضرع إليه ويقسم في إخفائه واكتتامه عليه ثم يحلفه أن لا يبديه ولا يذكره لأحد ولا ينهيه وقد قالت الحكماء لا تودع أحداً سراً فإن فعلت فاتك السر لأن كتمانه قيدهم وعناء وإبداءه كيد هلاك وبلاء وقد قيل:
وكل سر جاوز الاثنين شاع ... كل علم ليس في القرطاس ضاع
ولم يقصد بالاثنين إلا الشفتين وقال الشاعر:
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه ... فصدر الذي يستودع السر أضيق
(وقال أيضاً) :
لا تودعن ولا الجماد سريرة ... فمن الحجارة ما يسر وينطق
وإذا المحك أضاع سر أخ له ... وهو الجماد فمن به يستوثق
(وقال أيضاً) :
صن السر عن كل مستخبر ... وحاذر فما الحزم إلا الحذر
أسيرك سرك أن صنته ... وأنت أسر له إن ظهر
اسم الکتاب : فاكهة الخلفاء ومفاكهة الظرفاء المؤلف : ابن عربشاه الجزء : 1 صفحة : 222